كما ذكرنا أن تربية الطفل تربية سليمة، من أكثر الأمور المهمة، التي دعانا إليها الإسلام، كما أنها ضرورية؛ لضمان إنتاج أجيال من الشباب الواعي، القادر على بناء وطنه بالسبل الصحيحة، لذا سنستكمل حديثنا في ثاني موضوعات ( ليعرف أطفالنا أبطالنا ) يمكن الإطلاع على الجزء الأول من هنا  ، إيمانًا، وحرصًا على ضرورة تعريف الطفل بأبطال حقيقية، لهم بطولات سباقة، وحقيقية في عالمنا، إضافةً إلي أثرهم الطيب، الذي من الضروري زرعه داخل الطفل، وسنتحدث فيما يلي عن كيف تربي طفلك على القيادة ، كما سنذكر خير مثال للشخصية القيادية في التاريخ.

الطفل القائد

  • تعد القيادة من أهم الصفات، والمهارات، التي من الضروري أن يتقنها الطفل، فالقيادة من أكثر السمات التي تميز فئة قليلة من الأشخاص، حيث تعتبر مؤشرًا قويًا للثقة بالنفس، والمثابرة، والقدرة على تحمل المسئولية، وعدم الخضوع لأي فكرٍ، مهما كان، إلا بعد التفكير بشكلٍ جيد، ودراسة كافة النواحي الخاصة به.
  • لهذا فإن الأسرة غالبًا ما يكون لديها الرغبة، لتربية الطفل على القيادة؛ لذا يجدر القول بأن الأسرة هي السبب الفعال، والمهمة في تربية الطفل، وزرع تلك الصفة المميزة بداخله، فدور الأسرة لا يقتصر على رغبتها في ذلك، وإنما عليها أن تبذل جهدها في دعم الطفل منذ الصغر، وضرورة مساعدته في ممارسة القيادة، وحثه على التفكير، وإنتاج أفكار، حتى وإن كانت في اللعب، يمكنك عزيزي القارئ اتباع الأساليب التي تناسب سن الطفل، وبالتدريج، عليك أن تطور من مهاراته، ومستوي تفكيره، واهتماماته.

كيف تربى طفلك ليكون قائد ؟

  • لن تجد عزيزي القارئ طفلك في يوم وليلة، قد أصبح يمتلك صفات القيادة ، والتميز، فهذا الأمر يحتمل تكاتف الأسرة في مساندة الطفل، ودعمه، وتشجيعه، لبناء شخصية الطفل القيادية، ومن ثم يمكننا التنبؤ بحال هذا الطفل، عندما يصبح شابًا، سنرى فيه الشجاعة، والإقدام في أمور الحياة، والتواصل إلى حلول إيجابية، تفيد الطفل، ومن حوله، سواء في أسرته، أو عمله، سيتحلى أيضًا بروح القيادة في وظيفته، ويمكنه أن يكون قائدًا قادرًا على إدارة، وتوجيه الآخرين، بفضل تربيته منذ طفولته على القيادة، وإليك كيف تربي طفلك على القيادة :
  • زرع الثقة في نفس الطفل من أولى السبل لتربية الطفل على القيادة
  • لابد من تقديم الدعم العمري للطفل، الذي يعزز ثقته في نفسه، فالقيادة تحتاج شخصًا لديه الثقة في أفعاله، وأقواله، وقدراته على فعل الأشياء التي يتقنها، قومي بتدريب طفلك على اتخاذ قراراتٍ، حتى في اللعب، علميه: كيف يضع الخطة لكي يفوز باللعبة؟ علميه أيضًا .. كيف يقوم بتوزيع أدوار اللعبة؟ ومن ثم سيصبح الطفل تدريجيًا بقدرته اتخاذ القرارات الصائبة، بكل ثقةٍ، فعلى الأسرة أن تظل خلف الطفل باحتواءٍ، وسند.
  • إشعار الطفل بأهمية دوره في الأسرة

يجب علي الوالدين التعامل مع الطفل بما يناسب قدرات عقله، فعقل الطفل يسهل تشكيله على النحو الصحيح من الصغر، على الأسرة، وخاصةً الوالدين، إشعار الطفل بدوره المهم بين أسرته، يجب إشعار الطفل بأنه مسئولٌ، وأن عليه بعض الواجبات، التي يلزم عليه أن يؤديها، مثل: تنظيم صندوق ألعاب بعد الانتهاء من اللعب، كما يجب إشعار الطفل بالخطأ الذي ينتج؛ نتيجة عدم تحمله المسئولية، ويجب الأخذ في الاعتبار بعدم القسوة على الطفل تمامًا، وإنما يلزم التعامل معه برفقٍ، وأن الأمر كالتهلكة، فهذا سيجعل منه شخصًا يمتلك سمات القيادة.

  • الهمة العالية والطموح ودورهما في القيادة
  • يتطلب تربية الطفل على القيادة، تدريبه على أن يكون صاحب همةٍ، وهدفٍ، يرغب في تحقيقه، ولا ينسحب بمجرد ظهور عقبة في طريقه، على أسرته أن تريه.. كيف تكون الهمة؟ وما معنى الطموح؟ وأهميته، ودوره الفعال في تحقيق الهدف المراد الوصول إليه، مهما بدا الطريق صعبًا، يجب أن يرى، ويلمس الطفل تلك الأمور على صعيد أسرته، فالأطفال أكثر تأثرًا بأفعال الكبار، أكثر من الحديث.
  • الأخلاق الحسنة من متطلبات القيادة
  • عليك تربية الطفل على الأخلاقيات، والسلوكيات الإيجابية، فالناس لا تقبل الشخص الكذاب، أو السارق، أو المنافق، ولا ترضى أبدًا أن يكون قائدًا، فالقيادة تتطلب أن يكون الشخص أمينًا، محل ثقةٍ من الآخرين، يتسم بالسماحة، والأخلاق الجيدة، ويجدر القول بأن تلك الأمور من السهل أن تغرسيها داخل الطفل، منذ نعومة أظافره، فهذا يعتمد على الطريقة المتبعة في تربية الطفل.

ليعرف أطفالنا أبطالنا

  • من أكثر الأمور التي قد يغفل عنها العديد من الآباء، هي التحدث مع الطفل عن شخصيات حقيقية بطولية، استطاعت على مدار حياتها أن تقدم الكثير والكثير من البطولات، التي تركت الأثر النافع الفعال للبشرية حتى الآن، عليك أن تبني داخل الطفل تصويرًا لقادة حقيقيين، وليس أبطال وهمية، كما نرى في الوقت الحالي، مثل الشخصيات الكرتونية، المبنية بطولاتها على تصميمات الجرافيك، وتحريكها كما يشاء المخرج، مثل سوبر مان، وغيره العديد من تلك الشخصيات الوهمية، يجب تربية الطفل على معرفة، ومفهوم القيادة في التاريخ الإسلامي، الممتلئ بعددٍ لا محدود من شخصيات قيادية، وأبطال حقيقيين، نعيش نتيجة أثرهم النافع حتى الآن.

حدثي طفلك  عن قصص أبطالنا 

  • يمكنك أن تروي لطفلك قصص أبطالنا العظام في التاريخ الإسلامي، المشرف، المليء بشخصيات قيادية، حملت راية القيادة داخل قلوبها، واتفق الجميع على حسن قيادتهم، بل وأصبحت بطولاتهم، وخططهم، التي كانوا يعتمدون عليها، الناتجة من تفكيرهم، كشخصياتٍ تتسم بكافة صفات، ومعاني القيادة الحقيقية، تدرس حتى الآن؛ ليستفيد منها الأجيال.
  • ولن نجد متسعًا لذكر جميع الشخصيات، ولا حتى بعض بطولاتهم، التي تحتاج إلى مجلدات، في محاولةٍ غير كافية، لذكر بطولاتهم، وأدوارهم القيادية، لذا سنتناول شخصية من أهم الشخصيات التي أثرت في مجرى التاريخ الإسلامي، والإنسانية، مثال لشخصية القائد، والقيادة الفعالة، الصحيحة، البطولية ( البطل الإسلامي خالد بن الوليد ) ، صاحب المقولة التالية: ( من خالد بن الوليد، إلى مرازبة فارس، سلامٌ على من اتبع الهدى، أما بعد، فالحمد لله الذي فضَّ خدمتكم، وفرَّق كلمتكم، ووهن بأسكم، وسلب ملككم، فإذا جاءكم كتابي هذا، فابعثوا إليَّ بالرهن، واعتقدوا مني الذمة، وأجيبوا إليَّ الجزية، فإن لم تفعلوا …. فو الله الذي لا إله إلا هو .. لأسير إليكم بقومٍ، يحبون الموت، كحبكم للحياة ! ).
  • أستاذ القادة والأبطال، قاهر الأعداء، البطل المقدام، القائد المتواضع، الذي أدخل الرعب، والفزع، في قلوب جميع أعداء الإسلام، صاحب القيادة الفعالة الحقيقية، ومن أروع ما نشهده، هو قيام القوات العسكرية بدراسة خطط خالد بن الوليد، يدرسون شخصيته القيادية الفذة حتى الآن، علينا أن نردد على مسامع أطفالنا القصص البطولية العديدة، لهذا البطل الإسلامي الحقيقي، علينا إخبارهم كيف استطاع هذا البطل الفوز بجدارة، بجيش ثلاثة آلاف فقط، على جيش الأعداء، الذي يعد بمئات الآلاف من المحاربين.
  • سنستكمل حديثنا في موضوعات ( ليعرف أطفالنا أبطالنا ) في الموضوع التالي، وسنتناول صفة جديدة لا غنى عنها، في وضع أساس تربية الطفل، كما سنتناول شخصية من أعظم الشخصيات على مدار التاريخ.

سلسلة ليعرف أطفالنا أبطالنا
1-الأسرة ودورها الفعال في تربية الطفل

2- كيف تربي طفلك على الشجاعة

3-ليعرف أطفالنا أبطالنا ( كيف تربي طفلك على التواضع ؟ )

4-ليعرف أطفالنا أبطالنا ( كيف تربي طفلك على الصدق ؟ )

المراجع:

مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ. 

 

بقلم: آية ياسر