عمل المرأة في وقتنا الحالي أصبح أمرًا طبيعيًّا، وفي ظل الحالة الاقتصادية الصعبة، التي يعاني منها الجميع الآن، أصبح خروج المرأة المتزوجة للعمل ضرورة،  فالمصروفات المنزلية أصبحت مرتفعةً، وهي أيضًا كامرأة، لها متطلباتٌ خاصة، والزوج في كثيرٍ من الأسر، لا يستطيع تلبية كافة احتياجات المنزل, فمن هنا بدأت المرأة في التفكير في الخروج للعمل، وتوفير بعض النفقات؛ من أجل أسرتها، واحتياجاتها الخاصة أيضًا، ولكن لطالما كانت هناك سلبيات عمل المرأة المتزوجة، وهذا أمرٌ طبيعي، ففي كل قرار يتم اتخاذه ضرورةٌ ما، حتمًا ستظهر سلبياته تباعًا.

أضرار عمل المرأة المتزوجة

  • لطالما كانت الأضرار الواقعة، من عمل المرأة المتزوجة، تكون المرأة هي المتضررة الأولى منها، فالعمل خارج المنزل، يزيد من الأعباء الواقعة على كاهل المرأة، وهذا يضطرها لبذل جهدٍ مضاعف.
  • عمل المرأة بجانب واجباتها المنزلية، تجاه أولادها، وزوجها، يجعلها لا تجد وقتًا خاصًّا بها؛ لكي ترتاح، وتهتم بنفسها، كأي امرأة، بالإضافة للتعب والإرهاق، الذي تعاني منه دومًا المرأة المتزوجة.
  • احتكاك المرأة بالرجال في مجال العمل، قد يؤثر عليها نفسيًّا، فهناك العديد من الرجال، ما زالوا ينظرون إلى المرأة نظرةً دونية، فهي بالنسبة لهم، مصدرًا للمتعة فقط، ناهيك عن التحرش، الذي تعاني منه 80 % من النساء العاملات.
  • عدم وجود وقت فائض، للترفيه عن نفسها، بالخروج مع صديقاتها مثلًا، زيارة عائلتها، حتى يوم الإجازة، معظم النساء تتخذه يومًا لتنظيف المنزل، وإعداد الطعام.

 

أضرار عمل المرأة على الأسرة

  • بالتأكيد من أكثر الأمور السلبية، التي تحدث عند خروج المرأة للعمل، هي عدم الاهتمام الكافي بالأطفال، وحتي إذا كان الأبناء أكبر نسبيًّا، و يستطيعون الاعتماد على أنفسهم، فوجود الأم بالمنزل، يعطي شعورًا بالطمأنينة، وأنَّ جميع الأمور على ما يرام.
  • أغلب السيدات العاملات، نظمن الأسرة منذ البداية، فرعاية طفلٍ، أو طفلين، أقل جهدًا، ووقتًا من رعاية عدد أكبر، ولكن صغر سن الأولاد، يجعلهم بحاجة دائمة للأم.
  • تأثير غياب الأم على سلوك، ودراسة الأبناء، فهي لن تستطيعَ متابعة سلوك أبنائها أغلب الوقت، بالإضافة لعدم استطاعتها متابعة مستواهم الدراسي.
  • بالتأكيد سوف يحدث قصور، في التواصل بين الأم العاملة، وأولادها، اختلال الأدوار أيضًا بين الأم والأب في المنزل، يجعل الابناء مترددين بعض الشيء، عند الاحتياج لمشاورة أحدهم في أمر ما.
  • النزاع الذي يحدث دائمًا بين الأب والأم بسبب عملها، يؤثر سلبيًا على نفسية الأبناء، وهذا ما يجعل لغة الحوار مفقودة تمامًا داخل المنزل.
  • اختلاف المواعيد، يجعل كل فرد في الأسرة يصل البيت في توقيت مختلف عن الآخر، وبالتالي كل فرد يأكل بمفرده، توقيت النوم أيضًا يختلف، فتجد هناك افتقار لروح الألفة، والمشاركة بين كل أفراد الأسرة.

تأثير عمل المرأة المتزوجة على علاقتها بزوجها

  • من أكثر الأمور السلبية الناتجة عن عمل المرأة، توتر العلاقة بينها، وبين زوجها، فنجد كثيرًا من الرجال غير راضٍ عن حياته؛ بسبب عمل زوجته، ولكنه مضطر أن يتقبل الوضع؛ نظرًا للظروف المادية الصعبة.
  • بعض الرجال لا يمانعون عمل الزوجة، ولا يطلبون منها أيضًا المساعدة والإنفاق في المنزل، ولكن كل ما يحتاجون إليه هو الاهتمام من جانب زوجته، وطبعًا هذا يقلُّ تدريجيًّا عند خروج المرأة للعمل.
  • فتبدأ العلاقة بالتوتر، وحدوث المشاكل تدريجيًّا، إلى أن تصل إلى علاقة روتينية، ومستمرة فقط من أجل الأولاد، والشكل الاجتماعي أمام الناس، وهنا يلجأ معظم الرجال للعلاقات الخارجية، مما يزيد الأمور تعقيدًا.
  • هناك جانب آخر من الرجال، كل ما يشغل اهتمامه الجانب المادي العائد من عمل الزوجة، بل ويلزمها بمصاريفٍ معينة، للبيت، والأبناء، مما يجعل المرأة تضطر لإخفاء راتبها الحقيقي؛ لشعورها بالطمع، والاستغلال، من جانب زوجها.
  • بالتأكيد إرغام المرأة على الإسراف في المنزل، ليس من الشريعة، ويحدث جفاءً كبيرًا من ناحية الزوجة لزوجها، مما يجعل العلاقة بينهما مظلمةً، وهذا من ضمن الأسباب، التي تجعل المرأة هي الأخرى، تنظر خارجًا؛ بحثًا عن الاهتمام، من رجل يراها أنثى، وليست مصدرًا للمال، وتنظيف المنزل فقط.
  • لا شكَّ أنَّ هناك علاقات زوجية ناجحة، والمرأة تعمل أيضًا، وهنا نجد كل طرف يتحمل الآخر، وهذا أصل العلاقة، والزواج الناجح.

 

لماذا اضطرت المرأة المتزوجة للخروج إلي العمل؟

  • هناك نساء اضطرت للعمل؛ لإعالة الأسرة؛ نتيجة وفاة الزوج مثلًا، أو تعرضه لحادثةٍ كبيرة، جعلته لن يستطيع العمل مرةً أخرى، الطلاق أيضًا يضطر المرأة للخروج إلى العمل؛ حتى تستطيع توفير المال، للإنفاق على نفسها، وأسرتها.
  • وهناك رجال أجبروا المرأة على الخروج إلى العمل، ومساعدته في المصروفات، وليس المقصود هنا الزوج فقط، فهناك آباء، وأخوات أيضًا يفعلون هذا الأمر، ويرفضون التكفل بمصاريف فتياتهم.
  • بالتأكيد هناك نساء تعمل من أجل تحقيق ذاتها، لديهن طموحٌ شخصي كبير، في الوصول لدرجاتٍ علمية عالية، أو العمل في مناصبٍ مرموقة، ولن ننكر حقها في تحقيق أحلامها، وإثبات كيانها، كسَيِّدَةٍ ناجحةٍ في المجتمع.
  • كما أن هناك بعض النساء تعمل؛ لأن عملها يعتبر رسالة قومية، وواجب مجتمعي، ونقصد هنا الطبيبات، والمدرسات، والممرضات، وهكذا من الأعمال التي نشعر بمزيدٍ من الراحة، عند وجود المرأة فيها.
  • وأيًّا كان السبب، الذي جعل المرأة تخرج للعمل، فهي تقوم بأكثر من دورٍ، وتتحمل كثيرًا من الاعباء والمسئوليات، وعلينا جميعًا أن نحترمها ونقدرها.

 

شروط الشرعية لعمل المرأة المتزوجة

بالتأكيد هناك ضوابط دينية لعمل المرأة، يجب أن نتعرف عليها، وهي كالآتي:

  • التزامها بالزي المحتشم، الذي يجنبها النظرات الخبيثة، ويحفظ كرامتها.
  • أن تتعامل بالأخلاق الإسلامية، من الوقار، وعدم تعمُّد الإثارة، أيضًا التحدث باحترام، وصوتٍ منضبط، حتى لا تجعل من نفسها موضعًا للشبهات، خاصةً وأن هناك الكثير من الرجال ضعاف النفس.
  • الاهتمام بحقوق الزوج، ويجب أن تكون هي الأساس، وبعدها يأتي الأولاد، واخيرًا العمل.
  • رعاية المنزل، والاهتمام بأطفالك، واجبٌ كبير، يحاسبك عليه الله، فيجب أن تحظى أسرتك بالجانب الأكبر من اهتمامك.

ضوابط عمل المرأة خارج بيتها

 

يجوز للمرأة أن تعمل خارج بيتها، وذلك من خلال ضوابط معينة، ومنها:

  • شدة احتياجها لهذا العمل؛ لتوفير المستلزمات الضرورية.
  • أن يكون هذا العمل مناسبًا لها، كونها امرأة.
  • ألا يكون هناك اختلاطًا، بين الرجال، والنساء، في ذلك العمل.
  • ألا يضطرها هذا العمل إلى تخليها عن الزى الشرعي.

وأخيرًا، وفي نهاية المقال, وبعد عرض كافة سلبيات عمل المرأة المتزوجة ، علينا أن نشيد بالدور الكبير، الذي تقوم به المرأة في منزلها، من تربية الأطفال، والاهتمام بواجبات المنزل، والاهتمام بزوجها أيضًا، ومن تستطع أن تقوم بكل تلك الأدوار، إلى جانب عملها بالخارج، يجب أن تحظى منا جميعًا بالإشادة، والتقدير، فالمرأة أصبحت هي كل المجتمع، ودورها الرئيسي في تربية النشء، يجعلها تستحق كل الاحترام، خاصةً من جانب الرجل.

 

 

المصادر