المرأة نصف المجتمع، ومساهمه فيه بقدر مساهمة الرجل وأهميتها، وعمل المرأة اليوم أصبح أمرا طبيعيا في جميع المجالات دون استثناء، لكن يبقى هناك تردد خاصة في العالم العربي بين السماح لخروج المرأة من منزلها بهدف العمل أو رفضه، فبعض الأباء أو الأزواج يرفضون ذلك خوفا على بناتهم وزوجاتهم من العالم الخارجي، والبعض الآخر يسمحون لهم بالتعلم والتطور والعمل حتى لا يذهب اجتهادهن في الدراسة هباءا، وفيما يلي نناقش موضوع عمل المرأة بين القبول والرفض.

1- أسباب قبول عمل المرأة

من أهم الأسباب التي تجعل عمل المرأة مقبولا في المجتمع:

  • الإيمان بأهمية المرأة في العمل وموهبتها في التميز والتألق في بعض الأعمال.
  • من مميزات المرأة القيام بالعديد من الأشغال في وقت واحد، وتكون بذلك مناسبة جدا لأعمال السكريتاريا وتنظيم البرامج والأعمال التي بها أنشطة متعددة.
  • المشاركة بأفكار بناءة ومبتكرة، فتفكير المرأة يختلف عن تفكير الرجل وهنا هما يتكاملان لتحقيق تطور المجتمع والنهوض به.
  • مساندة الزوج وشعوره بالافتخار بزوجته عند تحقيق التقدم والوصول إلى حلمها، وكذلك نفس الشيء بالنسبة للوالدين.
  • مساعدة المرأة للزوج والعائلة في تحمل أعباء التكاليف المرتفعة للحياة خاصة في السنوات القليلة الماضية، فالزواج وحده أصبح غير قادر على تكفية رغبات أسرته لجعلهم يعيشون في رفاهية.

2- أهم أسباب رفض عمل المرأة

تتعدد أسباب عدم قبول عمل المرأة بالرغم من إبراز كفاءتها في تحمل الصعاب وحل المشاكل، ومن أهم أسباب الرفض تعود إلى:

  • نظرة بعض المجتمعات لخروج المرأة من بيتها على أنه عيب، خاصة إذا تزامن هذا الخروج مع ذهابها للعمل، فهذا الأمر عندهم مرفوض من الناحية الأخلاقية لما به من اختلاط الرجال بالنساء.
  • الرجل بطبعه لا يرغب في رؤية تفوق المرأة عليه خاصة في مجال عمله، لذلك فهو يرفض مبدأ عمل المرأة حتى لا يكون هناك مجال للمنافسة معه.
  • العادات والتقاليد التي تربى عليها المجتمع بأن المكان الطبيعي للمرأة هوالمطبخ والعناية بالمنزل، وأن العمل وجلب المال هو على عاتق الرجل فحسب.
  • عمل المرأة يعني استقلالها المادي وثقتها العالية في نفسها واتخاذها قرارتها بمفردها، هذا الأمر مرفوض من قبل بعض الرجال الذين يرون أن المرأة يجب أن تخضع للرجل، لذلك يلجؤون لمنعها من العمل ليتمكنوا من التحكم بها.
  • قانون العمل المجحف بالنسبة للمرأة في بعض الدول، وإن تساوت المسؤوليات بين الرجل والمرأة فهي تتمتع بحقوق أقل بكثير مما يتمتع به الرجل بالنسبة للمرتب والترقية وغيرها.
  • الغيرة عند بعض الرجال تجعلهم يرفضون الزواج بالنساء العاملات .

3- فكرة عمل المرأة بين القبول والرفض

بينما تصل المرأة إلى مركز رئيس الدولة في بعض البلاد، تقبع دول ثانية في مناقشة خروج المرأة إلى العمل من الأساس، ومن المناقشات المطروحة حول فكرة عمل المرأة بين القبول والرفض:

  • تغير الزمان وتطور البشرية، ما كانت ترفضه الأجيال السابقة من عمل المرأة كأنه عمل شاذ أصبح اليوم عادي فعدد النساء العاملات في العالم كبير وهو في نمو مستمر، في بعض الدول تقوم المرأة بدور العائل الأساسي للأسرة وذلك بسبب دخل الزوج المتدني أو لتعرضه البطالة.
  • عمل المرأة هو ضمان للأسرة وحماية لها من الأحداث السيئة التي قد تحدث مع العائلة، كمرض الوالدين أو الأبناء وكذلك مرض الزوج وعدم قدرته على القيام بعمله مثل الأول أو حتى موته فجأة لا قدر الله.
  • تطور شكل العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة، حيث أنها لن تكون مبنية على مصلحة الزوجة بالإنفاق عليها بل ستكون أكثر نضج ومساواة بين الطرفين.
  • عمل المرأة من البيت عن بعد، بذلك تحقق دخل إضافي دون الحاجة إلى مغادرة المنزل، كما يصبح من الإمكان التعلم وتطوير ذاتها، ومواصلة إعمال عقلها الذي هو ملكة الإنسان.

4- حكم خروج المرأة للعمل

لإنهاء جدل عمل المرأة بين القبول والرفض، وضعت مجموعة من الشروط والضوابط التي تحفظها وتعزز موقفها عند قرارها الخروج للعمل:

  • أن تكون في حاجة شديدة للعمل دون وجود رجل يسد عنها حاجتها.
  • أن لا يوجد اختلاط في هذا العمل بين الرجال والنساء.
  • احتياج المجتمع إلي عملها لعدم قدرة أحد غيرها علي سد فراغها في هذا العمل.
  • عدم العرضة لنطر الرجال وما يليه من خلال هذا العمل.

5- دور المنظمات الحقوقية في دعم عمل المرأة

بسبب بعض قوانين عمل المرأة المجحفة في حق المرأة العاملة، وجدت العديد من المنظمات الدولية والمحلية لتعزيز حقوق المرأة في العمل والدفاع عنها في حال تعرضها للعنصرية أو التمييز في المعاملة، وقد حققت هذه المنظمات ما يلي:

  • من خلال ضغط منظمة الأمم المتحدة على الدول، تم النص على حق عمل المرأة في الدستور الذي ينظم سير الدول ويكون أعلى سلطة للقانون في البلاد.
  • عمل منظمات حقوق المرأة على تحقيق المساواة بينها وبين الرجل في مجال العمل، خاصة فيم يخص المرتبات والترقيات.
  • الحد من ظاهرة تفضيل تشغيل الشباب على النساء، خاصة عندما تكون المرأة متزوجة ولها أولاد، بعض الشركات تضع مثل هذه الشروط عند التوظيف.
  • المطالبة بتمديد عطلة الأمومة التي تكون في بعض الدول محددة بشهر واحد، في حين تحتاج الأمهات الجدد إلى إجازة أطول من ذلك بكثير، الاقتداء بتجربة دولة السويد التي تعطي عام كامل عطلة أمومة مع الحفاظ على المرتب كامل.
  • إمكانية التوجه للمنظمات الحقوقية للتشكي على مكان العمل، فبعضها يتيح توكيل المحامين بالمجان للدفاع عن حقوق المرأة العاملة.

رغم تقاسم الآراء بين القبول والرفض لعمل المرأة، تحقق بعض النساء التطور السريع والتفوق على الصعاب وتحديات الحياة حتى تتمكن من إثبات أنفسهن كعنصر فاعل للمجتمع، فمكان المرأة في العمل واضح فهي لا تقل عن الرجل في شيء بل نافسته وتفوقت عليه في مجالات متعددة.

6- المصادر

 

فتاوى عن عمل المراة 

بقلم : دينا يحي