خُلقت المرأة شغوفة بالحب، تهوى الرومانسية، وكثيرًا ما تحلم بأن يكون زوجها رومانسيًا، وتتمنى لو تستيقظ من حلمٍ لتجد نفسها قد نالت قدرًا لا بأس به من الرومانسية،  وخلال هذا المقال سنتناول مشكلة الزوج غير الرومانسي ولكن على الصعيد الآخر، إذا نظرنا إلى خُلق الرجل نجده يميل أكثر إلى الجد، والعمل، والسعي، والعقلانية في وزن الأمور، وعلى الرغم من تحلي الرجل بالطابع الرومانسي في بعض المراحل, كالخطبة، أو خلال شهر العسل إلا أنَّ انشغاله بمجريات الحياة يفقده كثيرًا من الرومانسية، ويصبح عمليًا بصورة أكبر، ومن هنا تتوالى شكاوى الزوجات، ويوصفن أزواجهن باللامبالاة، وعدم الرومانسية.

1- مشكلتي زوجي غير رومانسي

بدايةً أحب أن أطمئنك سيدتي، فلستِ وحدك! فقد أصبحت شكاوى كثير من الزوجات تكمن في ” زوجي غير رومانسي “، ويتفاقم الأمر عندما تكون الزوجة رومانسية بطبعها، وقتها تشعر الزوجة بأن زوجها لم يعد يحبها، وأنه غير مهتم بمشاعرها، مما يدفعها إلى الشعور بالحزن والندم أحيانًا، لذا، تعالي عزيزتي معي في رحلة صغيرة خلال المقال، سنتناول خلالها مشكلة الزوج غير الرومانسي ببعض من التفصيل، لنجد الحل في عدة خطوات عملية إن شاء الله.

2- اسباب افتقاد الرومانسية في الحياة الزوجية

غياب مظاهر الرومانسية بينك وبين زوجك، قد يسبب شعورًا داخليًا بالألم لديكِ، وسببًا للخلاف بينكما، وهذه بعض الأسباب:

 

·           الروتين وضغوط الحياة

غياب الرومانسية لدى الزوج قد يكون نتيجة لانشغال الزوجين في روتين الحياة، وضغوطها، بالإضافة إلى قلة الوقت المتاح للتواصل بينهما، وينطبق هذا بشكل خاص على الأزواج الذين لديهم أطفال صغار، وبالنظر إلى هذه المشكلة نجد أن إبداع الزوجة، وحنكتها في توفير المزيد من الوقت لزوجها؛ ليكونوا بجوار بعضهما البعض، وقتها سيكون من اليسير إعادة الرومانسية المفقودة.

·           الشعور بالاستياء والغضب

ليس هناك قاتل للعاطفة بين الزوجين أكبر من الاستياء والغضب المتراكم، فإذا أدركتِ أن أيًّا من هذه العواطف تتملكك، وأنكِ لا تستحقين مثل هذا التعامل، فهذه الصراعات لم يحن الوقت لحلها بعد.

فاتخاذ خطوات نحو إحلال السلام مع الماضي، سيكون خطوةً رئيسيةً، لحل المشاكل الخلافية القائمة بينك، وبين شريكك، فلن يتشجع الزوج غير الرومانسي أن يكون رومانسيًا، وأنتِ ما زلت مستاءة من تصرفات الماضي، بشأن تعامله بشكل سيء مع ذكرى زواجكما مثلًا، أو أية مناسبة خاصة أخرى.

·           عدم الثقة في الزوج

ببساطة، ليس هناك مجالًا للرومانسية عندما يكون أساس الثقة مهتزًّا، أو غير موجود، ولن يكون الزوج غير الرومانسي مستجيبًا لكِ، وأنتِ لا تثقي فيه، فكوني واضحةً مع نفسك، هل سبب عدم الثقة تراكمات من الماضي؟ أم لسببٍ جارٍ الآن، ابذلي مجهودًا لإعادة بناء الثقة المفقودة، ومن الحكمة أن تثقي بنفسك أولًا، وافتحي المجال أمام زوجك مرةً أخرى.

·           رؤية الرومانسية مختلفة

كلا الزوجين لديه أفكار مختلفة، حول الحب والرومانسية، لذا من المهم للشريكين التوازن، والمرونة، وتقدير جهود الآخر التي يبذلها، مع عدم استيراد تجربة رومانسية من رفيقة مثلًا، مع توقع نفس نتائجها، فكلنا نختلف، وتختلف ردود أفعالنا، ومن الأفضل أن تتحدثي مع زوجك عن الأمور التي تفضلينها، وتفتحي له الطريق؛ ليبذل قصارى جهده، دون إملاء منكِ.

3- الزوج غير الرومنسي

لا يعني عدم تحلي الزوج بالرومانسية أنه شخص غير مهتمٍ، أو غير مقدر لمشاعركِ، وإنما يعني ببساطة، أن الزوج لا يمتلك مهارة التعبير بما يشعر به، بما فيه الكفاية، فالرجال غالبًا لا يجيدون أحيانًا التعبير عن أنفسهم، والتعبير عن مشاعرهم، فإذا كنتِ تشعرين بقسط من الرومانسية من زوجك قبل الزواج منه، دعيني أخبرك أنه كان يبذل جهدًا كبيرًا لإثارة إعجابك.

دعيني أخبركِ أنه عادةً ما يصبح معظم الرجال غير رومانسيين بعد الزواج، ذلك لأنه يشعر بأنه متزوج بالفعل، وهذه زوجته، وهو ليس بحاجة للمحاولة للقيام بشيءٍ ليس من طبيعته، أو ربما لأنه لن يجد الوقت لمثل هذه الأمور، فالحياة العملية، ومسئولياتها المتعددة تجعله ينظر إلى الأمر، وكأنه تافه بعض الشيء.

قد تتسبب هذه الأمور في تشوش الزوجات، وكثيرًا ما يفسرونها على أنها عدم اهتمام الزوج بالزواج، لكن يجب على الزوجات أن يعرفن، أنه إذا كان الزوج غير رومانسي، فالأمر يعود إلى تكوينه الذاتي، لا إلى اللامبالاة.

4-طرق التعامل مع الزوج غير الرومانسي

تتذمر النساء من أزواجهن، عندما لا يكون الزوج حنونًا، أو رومانسيًا، ولكن بدلًا من التفكير في: ” زوجي غير رومانسي “، فكري ما هي الأشياء التي يمكنك القيام بها لزوجك؟ لتشعري بمحبته، وحنوه عليكِ، وهذه أشياء يمكنك القيام بها، للتعامل مع الزوج غير الرومانسي.

·           تقبلي زوجك

كما قلنا سابقًا: ” بعض الناس ببساطة ليسوا رومانسيين، ولكن هذا لا يعني أنهم لا يملكون الحب في قلوبهم، فإذا كنتِ تستطيعين قبول هذا الواقع، فلن تستمري في القول ” زوجي غير رومانسي “.

·           قدِّرِي زوجك

قد لا يكون زوجكِ من النوع الذي يحب الهدايا، أو من النوع الذي لا يأخذكِ إلى التسوق، ولكن عندما ترغبين في الحصول على دورة في التنمية البشرية، وافق بدون تفكير، ودفع ثمن الدورة بسعادة.

في مثل هذه الحالة، يؤمن الزوج بالوقوف بجانبكِ في كل مساعيكِ، فهو يقف بجانبك فيما يهمُّ ويجدي حقًا، وبدلًا من القول: ” زوجي غير رومانسي “، يجب أن تقولي، وتكرري: ” زوجي هو السند في حياتي “، سوف تشعرين وقتها، أنكِ أفضل بكثير، وتغمركِ سعادةً فائضة.

·           لا تتركِي نفسك لوسائل التواصل الاجتماعي

لا تدعي وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر عليكِ، لتشتكي من أن زوجك هو ذلك الزوج غير الرومانسي، بعدما تشاهدين عشاءًا رومانسيًّا لصديقتك مع زوجها في عيد ميلادها، فأنتِ لا تعلمين ما يجري بداخل كل بيت، فلا تتأثري برومانسية وسائل التواصل الاجتماعي في الحكم على زوجك، فهذا أقسى ما يمكنك فعله تجاهه.

·           امدحي الأشياء الصغيرة

قد لا يبذل زوجك قصارى جهده عندما يتعلق الأمر بالرومانسية، ولكن تأكدي من أنك تُقدِّرين الخطوات الصغيرة التي يخطوها، مما سيبقيه متحمسًّا.

·           اجعلي الأشياء الصغيرة مهمة

دعيه يعرف أن كونكِ رومانسية، لا يعني أنه يجب أن يبني لك تاج محل، فإحضار الشاي لك على السرير، أو تنظيف الأطباق المتسخة، أو أي مساعدة صغيرة، سيكون لها وقع مميز على النفس.

·           كوني الزوجة الرومانسية

إذا لم يفهم بالتلميح، خذي زمام المبادرة أنتِ، وكوني البطل الرومانسي الذي تريدينه أن يكون، فاجئيه من حينٍ إلى آخر، خططي لبعض المواعيد الرائعة، وامتدحيه من حين إلى آخر؛ لمنحه فكرة عما تبحثين عنه، وهذا سيدفع الزوج غير الرومانسي لمحاولة التفكير في تكرار، أو رد هذه الأمور مثلما تفعلين.

·           اصنعي جوا رومانسيا كل يوم

اجعلي لكل يوم لمسة رومانسية، واجعليه يعرف، فبدلًا من انتظار الخروج إلى عشاء رومانسي، ما عليكِ سوى طهي وجبته المفضلة، واطلبي منه إضاءة الشموع، دعيه يعرف أن الرومانسية لا تحتاج إلى الكثير من الجهد.

·           تبديل الأدوار

هذه خدعة تؤتي ثمارها، يمكنك لعب هذه اللعبة في تبديل الأدوار، أنتِ تأخذين دوره وهو كذلك، وحاولي التلميح إلى ما تودين منه أن يقوم به تجاهك، وقتها سيفهم، ولكن بدون تهكٌّم، وسخرية، وإحراج.

5-الرومانسية بين الزوجين في الإسلام

حثَّ الله جلَّ علاه على الزواج بين المتحابين، وقال في وصفه للزواج: ” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ “، واصفًا الزواج بالمودة، والرحمة، والسكن، ولكن مع انتشار الأفلام العربية، والأفلام الهندية، وغيرها.. ورواجها بين النساء، أصبحت الزوجة ترى زوجها ذلك الزوج غير الرومانسي، الجاف في معاملته، فهي تقارنه بالصورة التي استقرت في مخيلتها عن الرومانسية.

لقد حث الدين الإسلامي على العشرة بالمعروف، ووصَّى بالنساء خيرًا، وحثَّ على ضرورة الرفق بهن، فالنساء وصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في أكثر من موضع، وقد كان لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – معلمنا الأول في حبه لعائشة القدوة والمثل، فلم يخشَ يومًا عن المجاهرة بحبها أمام الملأ.

كان يحنو عليها ويتفهَّم موقفها، وكانت هي تتدلل عليه، وما كان من الحبيب إلا أن يجاريها، حيث كان يلاعبها، ولا يكسر لها خاطرًا، فهو الرحمة المهداة – صلوات الله وسلامه عليه -.

فبرغم حَمله همَّ الأمة، وهمَّ الدعوة، مما لا تحمله الجبال، كان في خدمة زوجاته، لذلك عزيزي الزوج غير الرومانسي، نتفهم ما تواجه من صعوبات وضغوطات في الحياة، وما تعاني من مكدرات تعكر صفوك، ولكن، هل لك في رسول الله أسوة حسنة؟ !

 

6-المراجع

بقلم : منى برعي-