أصبحت المرأة في عصرنا الحالي، من المتفوقات في الدراسات العليا، والبحوث، وعملها في مجالاتٍ مختلفة أمرٌ محتم؛ لتحقيق ذاتها، ومواصلة تطورها، ويعتبر العمل أيضًا تتويج لمجهوداتها في الدراسة، فهي وإن تزوجت لا يمكن أن تتخلى عن أحلامها، وطموحاتها، فالزواج عبارة عن مرحلة جديدة في حياتها، وليس نقطة نهاية لأهدافها التي رسمتها، منذ أن قررت التخصص في مجال معين، وفيما يلي سوف نسلط الضوء على عمل المرأة المتزوجة، ظروفه والتزاماته.

أسباب عمل المرأة المتزوجة

تخرج المرأة المتزوجة للعمل، خاصةً في حال وجود أولاد، لعدة أسباب، من بينها:

  • المساهمة في تحسين مستوى عيش المرأة، وبالتالي أسرتها، فمن أسباب عمل المرأة زيادة الدخل العام للعائلة، وهو ما يساعد على تحقيق رفاهية أكبر، في مستوى حياة الأسرة، بالتالي تحقيق رغبات الأبناء، خاصةً في تحصيل تعليم أفضل، والمشاركة في النوادي الترفيهية، كما يساعد عمل المرأة المتزوجة في تلبية رغباتها الكثيرة، دون إثقال كاهل زوجها بذلك.
  • تطور مستوى تعليم المرأة، ووصولها لمراتب عليا في دراستها، فالعمل يساهم في تجميعها للخبرة، والتطور في مجال بحثها، مما يعود على الأسرة بالثقافة، والمعرفة في مجالات متعددة.
  • العمل على تنمية المجتمع، وتطويره، فالمرأة تعتبر نصف المجتمع، ومساهم رئيسي فيه، فدورها لا غنى عنه في تحقيق ذلك.
  • عمل المرأة يعود عليها بالنفع، في تحقيق ذاتها، وتعزيز ثقتها بنفسها، مما يرفع من سعادتها، التي تؤثر إيجابيًا على أبنائها، وعلاقتها بزوجها.
  • وصول المرأة لمراتب عليا، وتحقيق مكانة راقية في المجتمع، فالمرأة تنافس الرجل على أكبر المراكز في العالم اليوم.
  • إشغال وقت فراغها في أمر ينفعها، فمن خلال العمل، تتمكن المرأة من الترفيه عن نفسها، وكسر روتين الحياة المنزلية المملة، التي تتميز بالتكرار، عوضًا عن مشاهدة التلفاز، والمسلسلات التي تبلد التفكير.
  • تشكيل علاقات مختلفة مع الزملاء في العمل، مما يحقق الرفاهية، والمساعدة عند الحاجة إلى ذلك.
  • عدم الخوف من المستقبل، فالمرأة المتزوجة التي تعمل، لها استقلالية مالية، تجعلها لا تخاف من اتخاذ القرارات، كما أن دخلها من الممكن أن يكون كتأمين للمستقبل، خاصةً عند تجميعه، واستغلاله في عمل مشروع خاص، أو شراء ملكية عقارية، ترتفع قيمتها مع مرور السنوات.
  • عمل المرأة المتزوجة يقي من إحراجها من طلب المال من الآخرين، خاصةً لو كان الزوج لا يلبى رغبتها بشكل جيد، ويسيء إليها عند طلب المال باستمرار.

 

إيجابيات عمل المرأة المتزوجة

تتعدد النقاط الإيجابية لخروج المرأة المتزوجة للعمل، ومنها:

  • تحقيق الاستدامة في التنمية، فعمل المرأة عامةً يساهم في اقتصاد الدولة، وعمل المرأة المتزوجة يقلل الفجوة بينها، وبين زوجها، فتكون عالمة بما يحدث، في مجال الأعمال، والعالم الخارجي، مما يجبر الآخرين على احترامها، وعدم التقليل من شأنها.
  • تطور مهارات المرأة المتزوجة، حيث أن التعلم المستمر، لن تجده خارج نطاق العمل، وذلك بسبب مسئولياتها الكثيرة عند البقاء في المنزل، لذلك فإن العمل للمرأة المتزوجة هو بمثابة استثمار لها.
  • الاستفادة من الدرجة العلمية للمرأة، حيث توجد أعمال تتميز فيها المرأة دون غيرها.
  • تطوير المرأة، وجعلها مثال يحتذى به – خاصةً بالنسبة إلى أولادها – في المثابرة، وحب العمل، وكذلك تحمل المسئوليات.
  • خروج المرأة من بيتها للعمل هو تحدي للصعاب، وتقوية لها، ولشخصيتها.

 

 

 

سلبيات عمل المرأة المتزوجة

المرأة المتزوجة هي أم، وزوجة، ولها العديد من الواجبات، والأعمال المنزلية الكثيرة، التي تزداد مع خروجها للعمل،  ومن أضرار عمل المرأة المتزوجة نجد:

  • عدم القدرة على تحقيق التوازن، بين البيت، والعمل، بالنسبة لبعض النساء، مما يضعها تحت ضغط دائم من زوجها، أو مكان عملها، مطالبين إياها بإتمام ما عليها فعله، قد يؤدي ذلك لبعض النساء بالانهيار، أو حدوث مشاكل متكررة لا حل لها.
  • التعب يكون مضاعف عند عمل المرأة المتزوجة، فهي تعمل، وتعتني بالأبناء، وتنظف المنزل، وتطبخ، وتهتم بزوجها في آنٍ واحد.
  • إهمال المرأة لنفسها، وذلك لضيق وقتها، فالمرأة المتزوجة تنسى نفسها، بهدف إسعاد غيرها، وتلبية حاجات أسرتها.
  • توتر علاقة المرأة بزوجها، والتي قد تؤدي غالبًا إلى الانفصال، لو لم تصلح المرأة ذلك، فالمرأة العاملة تهمل زوجها، في ظل ما تقوم به من الأعمال، وهو أمرٌ غير مقبول، لدى العديد من الرجال.
  • تفكك الروابط الأسرية، حين تكون المرأة عاملة، قد لا تجتمع العائلة على مائدة الطعام، كما تكون عطلة نهاية الأسبوع كلها: تنظيف، وطبخ، تحضيرًا للأسبوع الجديد.

 

مجالات عمل المرأة المتزوجة

على المرأة المتزوجة اختيار مجال عملها بعناية، وحكمة، فهناك بعض المجالات التي تكون سلسة في مواعيد العمل، وهي الأنسب في هذه الحالة، وتكون أيضًا في ظل تناسبها مع الشريعة الإسلامية,  ونستطيع أن نذكر من تلك المجالات على سبيل المثال:

  • مجال التدريس.
  • مجال الدعوة إلي الله عز وجل, وذلك من أجل الامتثال إلى أوامره، واجتناب نواهيه.
  • مجال الطب، وخاصةً في الأمراض الخاصة بالنساء، فهنا يكون عمل المرأة ضرورة, لكي لا تضطر النساء إلي التوجه إلى الأطباء الرجال.
  • مجال التمريض، حيث يكون عملها أيضًا مقتصرًا علي النساء، دون الخلط إلا في الحالات الضرورية فقط.
  • مجال العمل الاجتماعي، والعمل التطوعي، والأعمال الخيرية, خاصةً منها الموجه للمرأة.
  • بعض من مجالات الأعمال الإدارية، والشئون المكتبية, ولكن المتعلق منها بالنساء، دون الخلط مع الرجال.

وهناك الكثير من المجالات المختلفة الأخرى, ولكن كما ذكرنا  في ضوء تناسبها مع الدين والشريعة.

 

حكم عمل المرأة المتزوجة

لم يمنع الدين الإسلامي خروج المرأة المتزوجة للعمل، لكنه وضع ضوابط  عمل المرأة المتزوجة, ويجب على المرأة المتزوجة وغيرها احترامها، والالتزام بها، ومن بين هذه الضوابط:

  • الحاجة إلى العمل، وهنا نعني بذلك حاجة المرأة المتزوجة لدخلٍ خاص، تعتمد عليه في قضاء حاجتها، وكذلك حاجة المجتمع لعمل المرأة، خاصةً في مواقع حساسة، مثل: التعليم، والطب، وغيرها.
  • تجنب الاختلاط قدر المستطاع، فقد أقر الإسلام منع الاختلاط لغير المحارم؛ لتجنب الفتن، والوقوع في المعاصي.
  • اختيار مجال يتناسب مع تركيبة المرأة الجسدية، والنفسية، فلا يصح لها العمل الشاق، الذي يؤثر على أنوثتها.
  • أخذ الإذن للخروج والعمل من ولي أمرها، ويمكن أن يكون والدها، أو زوجها، فمن حسن العبادة إطاعة الزوج والوالدين.
  • المحافظة على اللباس المحترم، والذي يستر جسدها بالكامل.
  • لا يجب أن يكون عمل المرأة المتزوجة على حساب الزوج، والأولاد، فهم الأصل، وبعدها يأتي العمل، فمهمة المرأة الرئيسية الاعتناء ببيتها، ونشأة الأجيال الصالحة.

وفي نهاية المقال, وفي ظل الظروف الاقتصادية القاسية للعائلات اليوم، تضطر المرأة المتزوجة للخروج والعمل؛ للمساعدة في حمل أعباء الأسرة، التي تكون ثقيلة على الزوج وحده، ورغم بعض السلبيات لعمل المرأة المتزوجة، فإنه يوجد العديد من النماذج للنساء اللاتي تفوقن، وعرفن كيفية تقسيم وقتهن، بين البيت، والمنزل؛ حتى لا يحدث أي تقصير منهن.

 

المصادر

ضوابط عمل المرأة في الإسلام.