1- رهاب الزواج

“رهاب الزواج مخيف لدى البعض مثل الجحيم”

أغلب الناس تعيش حياتها بانتظار شريك الحياة الذي سيكملون معه بقية حياتهم إلا أن البعض بمجرد أن يبدأ في اتخاذ خطوات فعلية من أجل إتمام الزواج يجد نفسه يبحث عن أي سبب ليتراجع عن تلك خطوة خوفاً ويمسى هذا بـ رهاب الزواج.

2- تعريف رهاب الزواج

يعني الخوف من الزواج وهو مصطلح غير معروف في المجتمعات العربية، يحدث بسبب خلل نفسي من الخوف المبالغ فيه من أن يقضي الإنسان حياته كلها مع شخص واحد خوفاً من الإلتزام وتحمل المسئولية، وليس له أي أسباب منطقية، ولا يمكن السيطرة عليه، ويختلف في أعراضه وأسبابه من شخص لآخر، كما أنه شائع بين الرجال أكثر من النساء، وهو أعراضه مشابهة لمن يعاني من رهاب الموت.

ومع ذلك، يتفق العديد من الأطباء على أن هناك فرقاً دقيقاً بين الخوف من الزواج والخوف من الإلتزام، بمعنى قد يخاف الشخص من الزواج ولكن قد يظل ملتزماً بشريك واحد مدى الحياة.

3- إحصائيات رهاب الزواج

في مصر سن من تجاوز عمر الـ35 ولم يتزوج أكثر من 13 مليون منهم 11 مليون امراة وفي الكويت بلغت نسبة غير المتزوجين 35٪ من أجمالي سكان البلد وكذلك السعودية لديها ما يقرب عن أكثر من 4 مليون فتاة لم تتزوج.

إنتشار ظاهرة عدم الزواج في العالم والدول العربية أصبحت مثيرة للاهتمام، صحيح أن بعض أسباب الإنتشار بسبب تكاليف الزواج وارتفاع تكاليف المعيشة ولكن لا يجب إنكار أن هناك جزء ليس بالقليل يمكن أن يصنف تحت قائمة الخوف من الزواج ويدعم ذلك الإرتفاع المبالغ فيه بنسبة الطلاق، والمعدلات المنخفضة لمدة بقاء الأشخاص متزوجين.

 4- أعراض رهاب الزواج

يصاب بعض مرضى متلازمة رهاب الزواج بأعراض جسدية نفسية تظهر فقط كلما اقترب من إتمام الزواج.

الأعراض الجسدية:

  • رجفة وشعور بالغثيان
  • زيادة معدلات ضربات القلب
  • ضيق في التنفس
  • تقلصات في المعدة
  • آلام في الصدر
  • دوار متكرر
  • إحساس بالتعرق الدائم
  • شعور بالتنميل في بعض أجزاء الجسم
  • رغبة مستمرة بالتبول

وهي أعراض ليس لها أي علاقة بأي مرض عضوي، لكنها مرتبطة بخوف الإنسان من الإرتباط.

 الأعراض النفسية :

وهي أعراض يدرك فيها المريض أن ما يخاف منه غير منطقي لكنه غير قادر على السيطرة على هذا الشعور، ويظهر عليه في أغلب الأحيان:

  • قلق مستمر يقلب حياته رأساً على عقب فلا يستطيع التركيز في أي شيء مما يسبب له إضطراب مستمر في الأكل والنوم والعمل.
  • تشتت الأراء والمشاعر
  • تجنب تام لمناسبات الزواج
  • الاضطراب النفسي والاكتئاب مع زيادة إحساس الشعور بالذنب
  • نوبات بكاء وهلع
  • تقلب المزاج
  • أرق مستمر لا يمكنه من النوم مما يسبب له العديد من الإضطرابات العقلية.
  • الخوف من أنه لم يقابل بعد فتاة أحلامه، ولا يريد أن يتورط في الزواج قبل أن يعثر عليها.

 5- أسباب رهاب الزواج :

كما هو الحال مع أي سبب رهاب آخر، حدوث أي تجربة سيئة في الماضي قد تأثر عليه بشدة بشكل سلبية في المستقبل، مما يغرس داخله نظرة سوداوية حول الزواج وتكوين عائلة، وهناك أسباب نفسية واجتماعية تأثر في تطوير متلازمة رهاب الزواج من أشهرها :

  • انفصال الوالدين: طلاق الأبوين في مرحلة الطفولة يسبب عقد نفسية لدى بعض الأشخاص ويسبب لهم خوف مبرر من الزواج.
  • سوء العلاقات الأسرية: المعاملة السيئة من أحد الوالدين أو كلاهما من الأسباب القوية التي تترك خوف متزايد من الزواج، كما رؤية أحد الوالدين في حالة شجار دائم. فيسبب له إنعدام الأمان الشخصي
  • عدم القدرة على تحمل المسؤولية: هناك من لا يكف عن خلق العديد من المبررات والحجج من أجل الهروب من فكرة الزواج لخوفه من الإرتباط وتحمل مسؤولية تكون أسرة وإنجاب أطفال.
  • التعرض للخيانة الزوجية من قبل : تجربة التعرض للخيانة في مشروع زواج سابق قد يسبب عدم الثقة في إعادة تجربة الزواج مرة أخرى.
  • الاكتئاب : في بعض الأوقات يعاني مرضى الاكتئاب من رهاب الزواج فهو يرغب بشدة في الزواج وعلى أتم استعداد لذلك، لكن في نفس الوقت لديه خوف شديد من أتاخذ هذه الخطوة.. فيكون في حالة أريد ولا أريد بشكل مستمر.
  • البطالة : عدم العمل وثبات الدخل ضغط رهيب نحو التفكير في المستقبل، والذي يثير القلق حول حياته المستقبلية ويمنع تفكيره في الزواج وبناء أسرة مثل أصدقائه ومعارفه، وإذا زادت الضغوطات النفسية بسبب عدم الحصول على عمل ممكن يتحول القلق والخوف إلى رهاب الزواج.
  • أمراض وراثية: يمكن لعوامل وراثية عديدة كقصور في الغدة الكظرية أن تسبب أيضاً خوفاً من الزواج. أو الخوف من نقل بعض الأمراض الوراثية للأطفال فيتولد خوف من إنجاب أطفال حتى لا يعانوا من تلك الأمراض.
  • القلق من العلاقة الجنسية في الزواج وتوابعها: وهذا أمر شائع بين البنات بسبب القصص الغير جيدة التي تحكى لهم فتسبب لهم قلق متزايد حول الزواج، أو قلق الرجل حول قدرته الجنسية ومدى فاعليتها، وكذلك الحمل والولادة وتربية الأطفال، أو قد يكون لسبب التعرض لحوادث تحرش أو اغتصاب في الصغر مما يكون عقدة عن الزواج يصعب حلها.

6- إرشادات لعلاج مرضى رهاب الزواج

إذا كان الأمر بسيط وتحت السيطرة فيمكن للمريض نفسه أو أحد المقربين منه أن يقوم معه بهذه الإرشادات التي تساعد بشكل كبير على العلاج في الحالات البسيطة:

  • البحث عن جذور المشكلة والسبب الرئيسي
  • مواجهة المخاوف والعمل على التغلب عليها
  • حفز نفسك باستمرار بأنك تستطيع تجاوز هذه الحالة، وكن على ثقة تامة بأنك تستطيع.

7- متى يجب الذهاب الطبيب؟

ممكن أن يتطور الرهاب ويسبب أعراض نفسية وجسدية خطيرة تسبب أذى فعلي للمريض إذا استمرت لفترة طويلة هنا يجب استشارة الطبيب على الفور حتى يبدأ في اختيار طريقة العلاج المناسبة له.

8- طرق علاج مرضى رهاب الزواج

معرفة الداء هو البداية الصحيحة للعلاج، فمن المهم أن يعرف المريض من أي شيء بالضبط يخاف، هل من تحمل المسؤولية؟ أم من أن يقيد أحد حريته؟ أم من الطلاق؟ وهناك عدة طرق لعلاج رهاب الزواج منه النفسي والدوائي.

العلاج النفسي :

  • العلاج المعرفي والسلوكي :

وهو أكثر علاج فعال في هذه حالات رهاب الزواج، حيث يحاول الطبيب النفسي إخراج الأفكار والهواجس النفسية التي تراوده حول الزواج، فالمشكلة تكمن في الصورة السلبية حول الإرتباط، ويعمل على إعادة الثقة بنفسه، وإعادة تشكيل أفكاره بالشكل الصحيح والمناسب له.

  • العلاج بالمواجهة

وفيه يضع الطبيب مريض الرهاب أمام الأمر الواقع بأن يدفعه إلى الحديث عن موضوع الزواج والإرتباط بشكل مستمر ثم يسانده في اتخاذ خطوات الزواج بشكل حاسم مع دعم نفسي كبير له في خطوة يخطوها حتى يكون قادراً على مواجهة خوفه.

  • العلاج الأسري

يضع الطبيب مع أفراد الأسرة خطة علاجية لمساعدة المريض ودعمه حتى يستطيع التخلص من رهاب الزواج، ومع تكرار وتطور الجلسات المستمرة مع جو العائلة الدافئ ممكن الوصول إلى نتائج ملموسة سريعاً.

العلاج الدوائي:

مع بعض الحالات المتأخرة يمكن استخدام الأدوية للسيطرة على القلق الشديد والاكتئاب.

9- المصادر :

بقلم : إبراهيم المحلاوي