أنواع عقود الزواج في الإسلام | الزواج من أهم العقود السماوية التي شرعت ووثقت من فوق سبع سماوات من عند الله عز وجل، حيث أن الزواج من الشرائع التي أحلها الله للإنسان وجعلها من أساسيات الحياة وذلك لتعمير الأرض والتكاثر فهي من سيل تواجد الإنسان خليفة الله في أرضه، فهو علاقة حب قائمة بين ذكر وأنثى تكون عبارة عن ربط صلة بين شخصين على سنة الله وسنة رسوله، حيث تقوم على أساس صحيح لأنه السبب الرئيسي في تعمير الأرض وتأسيس الأجيال فكما جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا فتكون فتنة في الأرض وفساد كبير) رواه الطبراني.
المحتويات
1- الزواج في الإسلام
- فالزواج سنة من سنن الله تعالى في خلقه فمن كل مخلوق خلق الله تعالى زوجين منها فهو السبيل الوحيد الذي اختاره الله تعالى من أجل التوالد والتكاثر والاستمرار في الحياة.
- وقد حثنا الله على الزواج كما جاء في قوله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) سورة الروم.
- وللزواج أنواع كثيرة ومع اختلاف الزمن وكثرة المذاهب ظهرت أوجه ومسميات عديدة لمجتمعنا فمنها ما هو حلال ومنها ما هو حرام وسوف نقوم بالتعرف عليها جميعا ومعرفة شروطها وما هو حلال وما هو حرام.
2- الزواج الشرعي
- وهو الزواج الذي يتم بالطريقة الشرعية ويكون هناك اتفاق بين الطرفين بالإيجاب والقبول ويكون عن وفق المذاهب الشرعية وبحضور ولي الأمر ووكيله وفق الصيغ اللفظية المنصوص عليها في مذهب أهل العقد.
- وهذا أهم دليل على الإيجاب والقبول ويجب حدوث الإشهار حتى يكون الزواج سليمًا وشرعيًا وأن يكون العقد مستوفي كل شروط وأركان الزواج من الصداق والولاية وغيره من الأركان والشروط ويكون لزاما على كل طرف الالتزام بكل شروط العقد دون الإخلال بأي بند منها أو شرط من شروطها.
- وقد قال الغزالي في إحياء علوم الدين: قال صلى الله عليه وسلم (من تزوج فقد أحرز شطر دينه فليتق الله في الشطر الثاني) وهذا الحديث يوجه المسلمين إلى ضرورة وأهمية الزواج حتى انه يعتبر نصف الدين ولكن مع أهمية أن يكون هذا النص صحيح وعلى قدر من الدين والإيمان به.
- وقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك).
- وهنا يكون المعنى أن هذه هي مقاصد الناس في الزواج التي تكون بحثا عن أحد الأمور المذكورة في اختيار المرأة إلا أن هذه المعايير نسبية ومتفاوتة وتختلف من شخص لآخر ولكن اعطي الحديث أفضل معيار وهي صاحبة الدين فهو بمقدار الامتياز لاختيار زوجة صالحة.
- فالزواج هو الإطار الديني والقانوني الذي يقنن العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة ويتيح لكل منهما الاستمتاع بالآخر وفق الضوابط والأصول الشرعية وفي الحدود المحللة من الشرع.
- والزواج أيضا ليس علاقة قائمة على المادية والجسد فقط بل هو الميثاق الغليظ بين الرجل والمرأة والذي يوزع الأدوار الحياتية على كل منهما لخلق جيل صالح ينفع المجتمع ومطيع لله وأوامر رسوله وينشر الدين الحنيف فنحن أمة يباهي الله بها الأمم، فقال تعالى في وصف أمتنا ” كنتم خير أمة أخرجت للناس ” سورة آل عمران الآية ٠١١
3- شروط الزواج الشرعي
- فكما أمرنا الله ورسوله الكريم أن الزواج لا يجوز فيه أي إكراه وهو قرار يتعلق بالزوجين ومستقبلهم ومستقبل أولادهم ولهذا فان الإكراه في العقد يبطله فمما لا خلاف فيه أن يكون الرجل والمرأة متفقين كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (الثيب أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها).
- رواه الجماعة إلا البخاري ويجب أن يكون للزوجة ولي (أبوها أو أخوها أو أقرب الأقربين.).
- ويجب أيضا توافر شاهدان على الزواج يكونا طرف منهم للزوج وطرف آخر للزوجة يقوم الزوج بدفع الصداق أو المهر فيه قبل الزواج وأساس هذا الزواج وأهم شروطه هي الإشهار والإعلان وهذا في جميع المذاهب أمر متفق عليه وفق القرآن والسنة زواجا شرعيا لا خلاففيه.
4- زواج المسيار
هو زواج انتشر في العقود الأخيرة في الدول العربية وهو عبارة عن مصطلح يرمز الى زواج ويعني أن رجلًا مسلماً يتزوج من المرأة تقوم بالتنازل له عن الحقوق الشرعية المادية لها مثل السكن والطعام والشرب والنفقة ويكون الزواج في هذه الحالة مكتمل من كل الجهات كوجود التراضي بين الزوجين وولي الأمر والشهود وهو زواج محلل عند بعض أهل السنة والجماعة إلا أنه يختلف في عدم استيفاء المرأة لكامل حقها الشرعي والمنصوص عليه في القرآن والسنة ولكن لم يرد عنه حرمانيه لأن سقوط حقها يكون بكامل حريتها ووفق اختيارها.
5- الزواج العرفي
هو زواج غير موثق بصفة رسمية فهو قائم بين طرفين بنية الاتفاق على زواجهما، وقد يكون بشاهدين وولي ويكون الفيصل في حكم مشروعية هذا الزواج هو الأركان والشروط فإن أتم أركانه وشروطه كان صحيحا وإن كان يفقد المرأة حقوقها كاملة ويضيعها وهذا هو سبب عدم الرضا به وأما الإخلال بشرط إعلانه وإشهاره لم يجزم الجدل فيه فالكثير من علمائنا في العصر الحالي ودور الإفتاء المصرية قد أفتت بحله ما دمام مستوفيا لأركانه لانقص في كيانه وإلا وجب التفريق بينهما.
6- الزواج بشرط
هو زواج مكتمل الشروط والأركان ولكن به شرط يقيده ويجعله باطلا كما منع الإنجاب أو الزواج بنية الطلاق.
7- زواج المتعة
- هو زواج مؤقت متوقف على مدة معينة يتم انتهاء العلاقة والزواج بعد انتهاء المدة وقد اختلف الفقهاء حول مدى صحة هذا الزواج من عدمه وأهل السنة قالوا إن زواج المتعة حرام فلا يجوز لأحد الإقدام عليه ولا التفكير فيه ولكن الشيعة قالوا بأن زواج المتعة هو قربة يتقرب بها العبد يتقرب بها الشخص إلى الله تعالى مدعيا أنه يحصن نفسه.
- والأدلة على حرمانيه هذا الزواج في القرآن والسنة متعددة منها قوله عز وجل ” وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله ” سورة النور.
- ولو كان جائزا لحق قوله وليتمتع بدلا من وليتسعف وغيره من الكثير من الأدلة الواردة في القرآن الكريم.
- أما السنة النبوية فقد ورد في صحيح البخاري وأحمد عن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ” نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن اكل لحوم الحمر الإنسية.
8- الزواج السياحي
- هو زواج مرتبط بشرط وأجمع العلماء إنه فاسد تكون بدايته في بداية فصل الصيف وينتهي بالطلاق وقد قام بتحريمه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء لأنه مخالف لأهمية ومقاصد الزواج واحترامه وحياءه ومخالف لشرعيته.
- وكلما مرت العصور أبدعوا في صور الزواج ومخالفته فالزواج واحد لا مشروعية سوي لما ورد في قرآننا وسنة نبينا فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وهكذا نكون قد وضحنا لكم كافة أنواع عقود الزواج في الإسلام سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه
بقلم: رحاب خالد
إترك تعليق