1- الحب من النظرة الأولى

هل يمكن أن تقع في الحب من النظرة الأولى؟ هل الرجال هم أكثر وقوعاً في الحب من النظرة الأولى؟ أم النساء أكثر؟

الجميع ينظر لفكرة الحب من النظرة الأولى أنها مبالغ فيها، ولا تتعدى كونها أفكار حالمة تنتج بسبب تأثير الأفلام الرومانسية، ولكن هناك العديد من الدراسات العلمية التي تجيب على هذه الأسئلة وأكثر.

2- حقائق علمية حول الحب والحب من النظرة الأولى

عندما يقع الشخص في الحب من النظرة الأولى، يبدأ إفراز مادة الدوبامين، التي تسبب الشعور بالبهجة والسرور تجاه من نقع في حبه.

ووفقًا لدراسة أجرتها هيلين فيشر، عالمة أنثروبولوجيا وهو علم يدرس سلوك البشر المختلف، فإن كلاً من الحب والمخدرات يسببان نفس المشاعر الجميلة، وهذا يفسر لماذا يشعر الإنسان بالحزن والقلق الشديد عند غياب الشخص الذي يحبه، حيث أن هرمون الدوبامين يعتبر كناقل عصبي يعمل على تنشيط مناطق معينة في المخ مثلما تفعل السجائر والمواد الكحولية والمواد المخدرة التي تسبب الإدمان.

وهذا يفسر لنا حالة الإنسان في سعيه للتواصل المستمر مع من يحبه، وكذلك إطالة النظر إليه، والتحدث طوال الوقت معه، أنه يحاول أن يجعله موجود باستمرار في حياته، وهي أعراض تشبه إلى حد كبير أعراض إدمان المخدرات.

علامات تدل على أنك تعاني من إدمان الحب

الحب في بعض الأوقات يخرج عن السيطرة ويتحول إلى إدمان ينتج عنه أفكار وسلوكيات غير صحية، لذلك هناك بعض العلامات التي تشير إلى أن هذا الشخص قد وقع في إدمان الحب منها :

  1. التغير السريع في الحالة المزاجية من قمة السعادة إلى الاكتئاب والإحباط والعكس على حسب علاقته بالطرف الآخر.
  2. جلد الذات والتحقير الدائم من النفس
  3. الإيمان بأن شريك حياته هو الشخص المثالي الوحيد في العالم.
  4. التدخل والتطفل بشكل مستمر على حياة شريكه بشكل غير لائق مما قد يسبب له المشاكل.
  5. الغيرة المبالغ فيها والتي قد تصل إلى الهوس.
  6. فعل أي شيء حتى لو كان حقير من أجل إبقاء الطرف الآخر في حياته.
  • الحب من النظرة الأولى مختلف بين الرجال والنساء

عندما تقع النساء في الحب، تعمل مادة الدوبامين على تنشيط أجزاء معينة من المخ، وتحديداً الأجزاء المتعلقة بالذاكرة والذكرى، ولذلك تستغرق المرأة وقت أكثر حتى تقع في الحب من النظرة الأولى.

أما في الرجال تعمل مادة الدوبامين على تنشيط مناطق المخ التي تستجيب للمؤثرات البصرية، ولذلك يقع الرجل في الحب من النظرة الأولى أسرع.

  • الحب غريزة وليس مشاعر عاطفية وأحاسيس

على عكس ما يعتقد أغلب الناس فإن الحب ليس مشاعر عاطفية وأحاسيس مرهفة، بل هو غريزة أساسية، وحاجة فسيولوجية لكل إنسان.

وفقاً لما وصلت إليه عالمة الأنثروبولوجيا هيلين فيشر، التي تدرس بشكل محدد سلوكيات القلب، فإن هذه الغريزة تظهر مع مادة (فينيل إيثيل أمين الأمفيتامين) الذي يفرزه الجسم عند الشعور بالسعادة وهي مادة متوفرة في الشيكولاتة، بالتوازي مع هذه العملية يفرز الجسم أيضاً مواد الدوبامين والنورادرينالين والأوكسيتوسين ويعملون كنواقل عصبية.

ماذا يعني هذا؟  عندما تتجمع هذه المواد الكيميائية مع بعضهم البعض، تتولد روابط عاطفية تجعلنا نتفاعل مع الشخص الذي يسبب ويحفز هذه الأعراض والتي تتمثل في: خفقان سريع للقلب، زيادة التوتر، والشعور المبالغ فيه بالسعادة.

  • الحب من النظرة الأولى مستحيل والإنسان يعشق التحديات

هناك أسباب كثيرة تجعل الناس ينجذبون أكثر إلى الحب من النظرة الأولى منها كونه مستحيل وفي بعض الأوقات يتطلب بذل مجهود غير معتاد حتى تستطيع مجرد جمع معلومات عن شخص لا تعرف حتى إسمه أو عنوانه أو أي شيء عن تفاصيل حياته، لذلك هو تحدي مغري لأغلب الناس.

ووفقاً للدراسة التي قامت بها العالمة هيلين فيشر فإن الدوبامين يرتبط بالدوافع القوية والسلوكيات الغير معتادة التي لها علاقة بتحقيق أهداف محددة. عندما يدرك المخ أن هذا الشيء مستحيل أو صعب الحدوث يبدأ في التعامل معه على أنه أكثر جاذبية ويبدأ في التحفز من أجل الوصول إليه سريعاً.

  • متعة الحب من النظرة الأولى أنه مرتبط بالجمال والغموض

تقول العالمة هيلين فيشر: “نحن نقع في حب الأشخاص الغامضين”، وهذا السلوك يفسره مرة أخرى مادة الدوبامين التي تعتبر مسؤوله عن ذلك، لأنها مرتبطة بالتجديد.

وأيضاً وفقا لدراسة أجرتها جامعة نيو مكسيكو في عام 2011 جاء فيها أن البشر ينجذب إلى التناسق والتماثل، ماذا يعني هذا؟ حيث أن الوجوه التي لها أبعاد متشابهة ومتناسقة تنشط مناطق المخ وتحسه على الوقوع في الحب.

  الحب المتماثل

وفقًا أيضاً لـ آلان بيتر أستاذ علم النفس النفسي بجامعة برشلونة قال “ينجذب الرجال من مختلف الثقافات والأعراق إلى الشخصية الأنثوية التي تمثل النسبة بين محيط خصرها ومحيط وركها 0.7 سم، والمعادلة ناتجة عن قسمة محيط خصر الشخص على محيط الورك، ولا يهم وزن الجسم إذا تم الحفاظ على هذه النسبة.”

  • الحب ليس بحثاً عن نصفك المفقود

يعتقد البعض أن الحب هو بحث عن شخص تكتمل به الحياة وهذا وصف غير دقيق ويشوه الحب والعلاقات، ولكن في الواقع الحب يجب أن ينمو بين شخصين مكتملين في الفكر والسلوك. ويرجح العلماء أن شعور الإنسان بأنه بحاجه إلى شخص حتى تكتمل حياته هو شعور ناتج عن نواقص داخلية لديه مثل عدم الأمان أو أحلام لم تتحقق.

  • الحب ليس السعادة الأبدية

للأسف يعتقد الناس أن الحب سوف يجلب لهم السعادة الأبدية التي يحلمون بها لكي تنتشلهم من أحزانهم، وتحول حياتهم إلى قصة حب رومانسية طويلة لا تنتهي.

لكن في الحقيقة، العثور على الشريك المناسب هو مجرد بداية لعلاقة تجلب معها مسؤولياتها الخاصة تجاه الطرف الآخر، كما أن الحياة الزوجية المثالية لا تبنى على السعادة فقط بل هناك عوامل أخرى كثيرة تلعب دوراً مهماً في استمرار الزواج من أهمها الأدراك أن الحياة سيكون بها الكثير من المشاكل والعقبات والحزن فمن الطبيعي أن تنشأ بعض الاحتكاكات والشد والجذب عندما يتشارك إثنان نفس المكان على مدار 24 ساعة في اليوم، ومن يستطيع تجاوز ذلك هو من يكسب رهان السعادة الأبدية.

  • شريك الحياة الذي تحلم به لن يأتي بمفرده

إنه لأمر مضحك أن نترك القرار الأكثر أهمية في حياتنا للأقدار ونجلس وننتظر بل علينا أن نبحث عن الشخص الذي نتوافق معه، تماماً مثلما تسعى للعثور على وظيفة أحلامك، فالعثور على الحب والشخص المناسب يتطلب الكثير من الإعداد والتفكير والتخطيط والعمل.

  • آلام الحب له مثيل

يعتقد البعض أن الآلام الناتجة عن فراق الحبيب لا يشبها أي آلم آخر وهذا غير صحيح، في دراسة أجراها عالم العلاقات السلوكية  بيريت بروغارد  وجد أن نفس الخلايا العصبية التي تتسبب في شعورنا بآلام الفراق هي من تسبب نفس باقي الآلام الجسدية والنفسية عند الإنسان بالتساوي.

  • الاختلاف ليس أمر صحي

يرى البعض أن الاختلاف بين شركاء الحياة أمر صحي على استمرار العلاقة، ولكن في الحقيقة أكدت أغلب الدراسات الحديثة أن العلاقات الزوجية الناجحة هي التي تجمع الأشخاص المتشابهون في الصفات والسلوكيات، كما أن هذا التشابه يساعد بشكل كبير في التربية النموذجية للأطفال.

3- المصادر:

بقلم : إبراهيم المحلاوي