تشتكي المقبلات على الزواج كثيرًا من الخطيب الغيور، ويزداد الأمر صعوبةً بينهما، عندما تشتد غيرته عليها، مما يجعلها تفكر .. هل ستظل هذه الغيرة بعد الزواج؟ وهل لصفة الرجل الغيور حلٌّ؟ أم أنها مشكلة تتفاقم لتصعب معها الحياة بعد ذلك؟ وتظل الفتاة في حيرة من أمرها، أتتركه بعد أن تعلقت به لسبب غيرَتِه؟ أم تكمل معه لتصبح حياتها مليئةً بالمنغصات؟
المحتويات
الغيرة
الغيرة سلوكٌ محمود، يدل على حب صاحبه، وقوة إيمانه، وعلو همته، وهي فطرة خلق الإنسان عليها، رجلًا كان أو امرأة، وهي صفة محمودة، ما دامت في الوسطية والاعتدال، وهي خلق كريم رفع الإسلام من شأن صاحبه، فبه يغار المرء على حرماته، ويصون أعراضه، ويعظم شعائر الله، وحدوده، ولكن هناك فرق بين الغيرة، والسيطرة، أو الغيرة، والشك، أو حتى الغيرة، وسوء الظن، فإن تحولت الغيرة لواحد من هذه الصفات، أصبح الأمر لم يعد مقبولًا، وتحولت الغيرة من سلوكٍ محمود، إلى سلوكٍ مذموم، ينفر الناس من صاحبه. [1]
اقرأ أيضًا: أحكام الخطبة في الإسلام
الخطيب الغيور
الغيرة سلوك فطري، يشعر به المرء مع من أحبَّ، وهي دليل على الحب، وهي صفة جميلة في وسطيتها، ولكن كل شيء إن زاد عن حده قُلب إلى ضده، وأحيانًا ما يكون إحساس الخطيب الغيور لا يمت للغيرة بصلة، وما هو إلا إحساس داخلي برغبة في التملك، والسيطرة على الآخر، واحتكاره لنفسه، مما يجعل كثيرًا ما تشتكي الفتاة في فترة الخطوبة ” خطيبي غيور “.
مشكلة خطيبي غيور
عندما تعدد مشاكل الغيرة، وتتعدد أسبابها، يصبح الأمر محلًا لخلق الخلافات بين الخطيبين، وقد أوضحت بعض الدراسات الاجتماعية على هذا الموضوع، أن مشكلة الخطيب الغيور قد يكون وراءه عدد من الأسباب، ظاهرها الغيرة، ولكن باطنها يحوي عددًا من الأسباب الأخرى.
أسباب الخطيب الغيور
الرجل الغيور قد تكون له أسبابه، التي تدفعه وراء غيرته، قد يراها هو غيرة، ولكن الغيرة ماهي إلا ستار يخبئ وراءه حبه، فالرجل تصبح تصرفاته غير مفهومة عندما يقع في الحب، يكاد هو لا يعرف لها شرحًا، أو مسببًا حقيقًا لها، ولنتعرف على أهم أسباب مشكلة ” خطيبي غيور ” التي يخفيها الرجل وراء غيرته:
إظهار الاهتمام
غالبًا ما يكون شعور الخطيب الغيور راجعًا إلى رغبته إظهار الاهتمام بخطيبته، فحبُّ المرأة التي يغار عليها، يكون حب اهتمام لكل تفصيلة من حياتها، وتكون وقتها الغيرة طريقًا لإظهار حبه، واهتمامه بها في كافة شئونها، ولكن هذا قد يودي بحبيبته لحد الاختناق من هذا الاهتمام الزائد، كمثل الدبة التي قتلت صاحبها من كثرة حرصها عليه.
حب السيطرة
يميل الرجل بفطرته إلى القيادة، والسيطرة، ولذا أحيانًا ما يكون الخطيب الغيور محبًا للسيطرة بعض الشيء، ولكنه لا يريد أن يُفصح عن ذلك، فيبدو دافع الغيرة للمرأة أكثر قبولًا لديها من دافع السيطرة، والتملك، وهذا النوع من الغيرة يكون مزعجًا، ويجعل الحب يقل تدريجيًا بينهما.
الخوف من فقدان الحبيب
في فترة الخطوبة، يكون الرجل غير واثقٍ هل ستكمل حبيبته معه، أم لا، لذا كلما زاد حبًا لها، كلما زاد غيرة، فهو يخشى أن يفقدها، لذا يشعر دومًا بالغيرة ممن حولها أيًا ما كانوا؛ خوفًا من أن يأخذ أحد حبيبته، ويستولي على اهتمامها.
حب التملك
يحب الرجل الغيور خطيبته التي ستكون يوما ما زوجته، يكون الحب مغلفًا ببعض التملك، فهو لا يريد أن يشاركه فيها أحدٌ، ولو بنظرة، وهذا شعور ذكوري، غريزي، ولكن الحكمة مطلوبة.
عدم الثقة
عندما يكون الخطيب مفتقرًا إلى الثقة في نفسه، مقابل فتاة واثقة من نفسها، تزداد غيرته، هذا النوع من الغيرة آخر ما تحتاج الفتاة فيه إلى الجدال، وكل ما تحتاجه هو تعزيز ثقته بنفسه.
في شكوى الفتاة بأن خطيبي غيور، هي تعلم بمدى حبه لها، وهي ترغب في الاستمرار في علاقتها معه، ولكن الخوف من هذه الغيرة، التي قد تزداد، وتتعدى ما هو مسموح، لتخلق دومًا المشاكل، دون تفاهم من خطيبها، كل هذا يجعلها مع زيادة غيرته، تطلب الانفصال؛ خوفًا من مستقبلٍ، لا تضمن فيه سعادتها.
اقرأ أيضًا: لا تفكر كثيرًا وابدأ في فسخ الخطوبة إذا كنت تعاني من هذه الأسباب
علامات غيرة الرجل أيام الخطوبة
هناك عدد من المؤشرات، التي تكشف أن ذلك الخطيب غيورٌ من البداية، ويجب أن تكون الخطوبة معه وقتها فيها بعض الحذر، فهل طباعك وشخصيتك ستتوافق معه؟ ومع سيطرته؟ وحبه للتملك؟ إن كانت الإجابة نعم، فعليكِ أن تكوني ذكيةً، وملمة بكيفية التعامل معه، وإحساسه بالأمان، أما إن كانت إجابتك لا، فاتركيه؛ حتى لا يؤذي كل منكما الآخر فيما بعد، أو تكون علاقتكما مليئة بالندم.
وهذه أهم المؤشرات، لتكشفي الخطيب الغيور مبكرًا: [2]
سهولة الغضب
علامة من علامات الرجل الغيور سرعة الغضب، لأي موقفٍ مهما كانت بساطته، مع عدم قبول أعذار، أو حتى تفهم لحقيقة الأمر، فهو لا يقبل الحديث، وقد تشعر الفتاة بأنها غير مخطئةٍ، أو أن الموقف لا يحتمل كل هذا الغضب.
غيور جدًا
قد يُظهر الخطيب الغيور غيرة من الصديقات، ويظهر ذلك عند خروج الفتاة مع صديقاتها، لا في الاتصال بها، والاستفسار، وإعادة الأسئلة كل مرة يتصل بها.
انزعاجه لأنكِ محل إشادة
عندما ترين انزعاجه، بل وغضبه وقتما تكونين محل إشادة، أو جذب من قبل أصدقائك، أو أفراد أسرتك، ويود أن يفسد ذلك، هذه علامة على أن غيرته غير مرضية، فهو يجب أن يكون دعمًا، وسندًا، لا منزعجًا، وعبوسًا.
لا يذكر الصديقات بالخير
على الرغم من وقوف صديقاتك بجوارك، والقيام نحوك بما يجب، إلا أنه لا يحفظ لهن معروفهن، بل ولا يتحدث عنهم بالخير في مجمل حديثه، فهو يغار من حبك لهن، وحبهن لك، ويود بكل سبيل أن يكون اهتمامك كله خالصًا له.
المراقبة
وقت الخروج للتنزه، أو التجهيز للزواج، تكوني تحت المراقبة في كل تصرفٍ، أو فعلٍ تقومين به، فهو يراقب بنظراته أفعالك تجاه الآخرين، حتى لو كان سائق السيارة الأجرة.
المطاردة المستمرة
يطارد الخطيب الغيور خطيبته بأسئلته: كنتِ مع مَنْ؟ مع من تتحدثين؟ ماذا تقولين؟ وأسئلة من هذا القبيل مرارًا، وتكرارًا، فضلًا عن فضوله في معرفة محتوى رسائلك، وهاتفك، ومواقع التواصل الاجتماعي، وكلمات المرور؛ لذا يجب عليكِ إن وددتِ أن تكملي حياتك معه، إيقاف هذا التوجس، والحديث معه لوضع حد لهذه الأمور.
متقلب المزاج
قد يبدو الرجل الغيور في حالة مزاجية جيدة، ولكنه سرعان ما يتحول عند ورود مكالمة عمل مثلًا، يشعر وقتها بالغيرة، ويحاول لفت انتباهك بتصرفه، أو قد يكتم غيرته، ولكنها تظهر جليًا في تصرفاته طوال اليوم.
التحكم والسيطرة
يرغب الرجل الغيور في التحكم في كل مجريات حياتك، لذا يطلب منك إخباره، والاستئذان قبل الخروج، أو يجبرك على عدم محادثة صديقاتك، أو أقربائك وقد تفعل بعض الفتيات ذلك اتقاء غضبه.
كيف تتعاملين مع الرجل الغيور بعد الزواج؟
تتعدد أسباب الرجل في غيرته، منها ما يظهرها، ومنها ما يبطنها، منها ما هو محمودٌ، ومنها ما هو مذموم، ولكنك بما أنك قد قررتِ أن تكملي حياتك معه، متغاضيةً عن هذه الصفة، فإليكِ بعض النصائح:
قبول الطباع: تقبل طباع شريك حياتك مفتاح نجاح حياتك الزوجية، فلا تحاولي تغييرها، ولكن تعايشي، وتصالحي معها، وتعلمي كيفية التعامل معها.
الصبر والهدوء: تفهمك لزوجك وسلوكه، وعدم مجادلته أثناء ثورانه وانفعاله، عليك بالصبر، والهدوء، وحاولي أن توصلي إليه أنك تتفهمي مشاعره، وأنكِ تحبيه مثلما يحبك وأكثر، وأنه أهم شخص في حياتك، قد يهدأ قليلًا بعدما تكسبيه بكلماتك.
صداقة الزوجين: بناء صداقة متينة بين الزوجين، ستجعل الزوجين كليهما متفهمًا للآخر، ومهتمًا بما يفكر، وهذا سيقلل حتمًا من نوبات الغيرة المتكررة.
لا تستثيري غيرته: تجنبي كل ما يثير غيرته، فمثلًا لا تمدحي أي أحد أمامه، وتزيدي في المدح، أو تظهري حبك الكبير لأهلك، إن كان يشعر بالغيرة تجاه حبك لهم.
الوقت المناسب للحديث: اختاري أفضل الأوقات للمناقشات المنطقية حول تصرفاته، مع استخدام تعبيرات ذكية أثناء الحديث.
تحدثي عن إيجابياته: تحدثي معه عما تحبينه فيه، وعبري له عن حبك، فشعوره بحبك سيشعره بالاطمئنان، والأمان. [3]
المراجع
بقلم م/ منى برعي
إترك تعليق