التعامل مع خجل جلسة التعارف في الرؤية الشرعية أمرٌ ضروري، ومهم لكل فتاة؛ حتى تكون قادرةً على طرح ما تود من استفساراتٍ، تهمها في حياة من قد يتآلف قلبها معه، وكذلك لتكون قادرةً أيضًا على إجابة الأسئلة التي يطرحها الشاب، وأهله عن حياتها، مما يتيح لكليهما التعرف على بعضهما البعض خلال قعدة التعارف؛ وحتى تكون قادرةً بعد ذلك على اتخاذ قرارٍ سليم، في قبول هذا الشاب، أو رفضه، فكثيرًا ما يكون خجل التعارف عائقًا لها في التعبير بحرية، وإبداء حسن تصرفها في الأمور، مما قد يقلل من علامات القبول لديها من قبل الشاب وأسرته.
المحتويات
جلسة التعارف قبل الخطوبة
تبدأ جلسة التعارف بين الأهل في البداية، من خلال زيارة أخوات الخاطب، ووالدته، في جلسةٍ ودودة مع الفتاة، وأسرتها؛ للتعرف عليها عن قرب، ورؤيتها، وكذلك لتعريف الخاطب بنفسه، وعمله، ودراسته، ودخله، وسكنه، وقد يذهب الخاطب معهم في الرؤية الشرعية، وتختلف قواعد، وعادات جلسات التعارف، من بيتٍ لبيت، ومن أسرةٍ لأسرة، فهذه الأمور تخضع للعادات، والتقاليد الخاصة بكل أسرة.
خلال جلسة التعارف، في حالة قبول العائلات لبعضهم البعض، يسمح ذوو العروسة بالجلوس في قعدة تعارف بين الشاب والفتاة؛ ليتحدث كل منهما للآخر؛ لحدوث الألفة بينهما، وكل منهما يجب أن يكون ذكيًا؛ لمعرفة التعامل مع خجل جلسة التعارف تِلك؛ حتى يستطيع أن يستنبط من شريكه ما يود معرفته، حول أهم النقاط التي يودها في شريك حياته، وهل هذا الشريك صالحًا؛ ليكون أمًا، أو أبًا لأبنائه فيما بعد.
اقرأ أيضًا: أسس اختيار الزوج
التعامل مع خجل جلسة التعارف
يكون الحديث للفتيات أولى في هذه النقطة، فطبيعتهن الخجولة، وحداثة سنهن، تمنعهن أحيانًا من الحديث في قعدة التعارف، وكذلك الرهبة، فضلًا عن أنها تكون في محط الأنظار، كل هذا سيصيبها بالارتباك، والخجل، وهذه طرق التعامل مع خجل جلسة التعارف، والتي يمكن الاستعانة ببعضها:
توضيح خجلك: قد يكون من الأفضل أن يوضح أحدٌ من طرف العروس في لفتةٍ صغيرة، أنها خجولة بعض الشيء، مما قد يساعد الطرف الآخر على تقبل الأمر، فوضوح الأمور يعمل على تقوية العلاقات في بداياتها
التمهل في العلاقات العاطفية: كون جلسة التعارف يترتب عليها قراراتٍ مصيرية، سيؤدي هذا إلى الشعور بالضغط، والقلق، مما يزيد من إحساس خجل التعارف؛ لذا يكون الحل بالتمهل، والتفكير بإيجابية، والتوازن في الأمر، وعدم المضي بخطواتٍ متسارعة في إنهاء إجراءات الخطبة، حتى تحدث الألفة، والرضا.
التركيز على المشاعر الإيجابية: التفكير السلبي سيزيد من التوتر، والقلق، والضغط النفسي، وهذا لن يفيد، لذا يجب التفكير بأريحية، وبطريقة إيجابية حول الأمر.
استخدام وسائل التواصل الحديثة: قد تسمح بعض العائلات بذلك، وأخرى لا تسمح، ولكن منهم من يسمح بذلك بعد الرؤية الشرعية، خلال فترة التعارف، حيث يسمحون باستخدام وسائل التواصل، عن طريق الإنترنت، تحت رعاية الأسرة، وتكون تلك الطرق مناسبة أكثر لمن يعانون من خجل التعارف، وتكون فرصة للتعارف أكثر، ولكن ذلك يكون في نطاقٍ شرعي، والتزام من قبل الفتاة ، وإن كان سيفتح بابًا للفتنة، فإغلاق هذا الأمر من بابه أفضل.
الموازنة بين الحديث والاستماع: تعد من أفضل الطرق في التعامل مع الخجل، في جلسة التعارف، فترك الطرف الآخر يسأل، أو يتحدث، والآخر يستمع، سيعمق هذا من سبل التواصل، ويجعل هناك فرصة لتمالك النفس بعد كل حديث.
التعارف قبل الخطوبة في الإسلام
حرص الإسلام على من رغب في الزواج من امرأةٍ، أن يراها، وينظر إليها؛ فقد يرى منها ما يُرغبه في الزواج منها، أو ما يجعل الله فيه ما يؤلف بين قلبيهما، فعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” الأرواح جنودٌ مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف “.
وقد تفهم الشرع أهمية الرؤية الشرعية، وكذلك خجل المرأة وحياءها في مثل هذه المواقف، وقد جعل شرطًا حضور محارم المرأة معها ذلك اللقاء، إن أحب الخاطب سؤالها عن بعض أمور دينها، ودنياها.
وقد كان الشرع واضحًا في التعامل مع خجل جلسة التعارف للفتاة، وأمرها ألا تخضع بقولها، لقول الله – تعالى – : ” فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ” الأحزاب: 32، ولايجوز لها التوسع في الحديث، فلا تأمن العواقب.
لا يجوز التوسع من قبل الفتاة في الحديث، حتى لو كان في كلامٍ مباح، فالأصل في المرأة حياؤها، وحتى لا تبدو كالثرثارة، وعليها أن تحافظ على حشمتها، ووقارها.
لم يسمح الإسلام بالتعارف في إطارٍ مفتوح، بين الفتيات والشباب، وجعل ذلك في حدود الخطبة، والزواج ، فلا مجال للتسلية، فمن أراد فتاةً عليه أن يطرق باب والديها، وحث الفتيات على الالتزام، والاعتصام بالحشمة، والعفاف، وعدم التساهل في هذا الأمر. [1] [2]
اقرأ أيضًا: ضوابط الخطوبة: ما المسموح في فترة الخطوبة والقيم الواجبة؟
أسئلة للتعارف يجب أن تسألها كل فتاة قبل الخطبة
يكون الجو في جلسة التعارف مليئًا بالتكلف، والمجاملة، والظهور في أحسن صورة، ويتضح ذلك جليًا بعد تمام الخطبة، والزواج، ولذا تكون الإجابات أغلبها نموذجية، ولكن هذا لا يمنع من التعامل مع خجل جلسة التعارف، وسؤال الشاب الأسئلة التي تفصح عن الشاب، وسلوكه، ودينه، وخلقه، وصلاته، وعلاقته بالقرآن، وغير ذلك من أمور دينه، وكذلك علاقة الشاب بأهله، وأسرته، وأرحامه، وعن عمله، ونشاطاته، وهل هو مدخن، أم لا، وغيرها من الأساسيات، التي ترى الفتاة أنها تفصح عن شخصيته.
ويجب على الفتاة أن تستعين برأي ولي أمرها، وغيره ممن حضروا اللقاء، فهم أحرص الناس عليها، وهم أدرى بمعرفة الرجال، وقادرون على الحكم عليه، ولا تنسى الفتاة أن هذه الجلسة ليست سوى جلسة تعارف، وحتى إن تمت الخطبة، ينبغي ألا تتوسع في الحديث، فما الخطبة إلا وعدٌ بالزواج، قد يتم، أو لا. [2]
اقرأ أيضا: 5 خطوات تعرفك صفات خطيبك .. وأهم أسئلة فترة الخطوبة
علامات قبول العريس للعروس
تنتهي جلسة التعارف، أو الرؤية الشرعية، بعد أن قضى الأهل والشاب بعضًا من الوقت، في منزل العروس، وتكون الفتاة في حيرة، خاصةً إذا حاز الشاب على قبولها، فتتساءل في نفسها: هل حازت على إعجابه حقًّا؟ هل عرفت حقًا كيفية التعامل مع خجل جلسة التعارف؟ التي طالما قرأت وتثقفت؛ لتدير تلك الجلسة بنجاح، هل كان هذا اللقاء بوابة للحياة التي تتمناها؟ وتحلم بها مع من رضيت خلقه ودينه؟ وحتى لا تقعِ في الحيرة طويلًا، هذه علامات تدل على إعجاب الخاطب بعروسه في لقائهما الأول:
الابتسامة من القلب: تشعر الفتاة بالقبول، إذا وجدت ابتسامةً صافية من القلب، وبدون سبب، فهو يبتسم، وكأنه شاعرٌ بالرضا عن اختياره، وشاعرٌ بالراحة تجاه عروسه، واستمتاعه بالوقت الذي يقضيه معها.
النظر إليها: ترى الفتاة أن الشاب يركز النظر عليها جيدًا أثناء كلامهما، مما قد يصيبها بالخجل أكثر، فهذا علامة من علامات القبول بها، فهو حتى يحدق النظر فيها بدون وعيٍ منه.
الضحك: إذا لاحظت الفتاة أن أقل شيء يثير ضحكاته، وأنه يضحك بشكلٍ مبالغ من أتفه الأقوال، فهو غالبًا معجب بها.
إطالة اللقاء: من علامات القبول، أن يطيل الشاب الحديث، ويفتح المواضيع، فهو يرغب بإطالة اللقاء لأطول فترة، مستئنسًا بالحديث.
الوداع المتردد: عند المغادرة يكون غير راغب في الرحيل، ينظر لزوجته المستقبلية، لا يريد أن يمشي، ويود لو استمر اللقاء أكثر.
إبداء القبول صراحةً: يخبر في نهاية اللقاء برأيه في اللقاء، دون أن يطلب أحدٌ منه، ويكون ذلك علامةً كافيةً من علامات القبول.
وضع هدية: تشيع في بعض المجتمعات العربية، وخاصةً مصر، وضع هدية ذهبية، أو نقودٍ على صينية التقديم في نهاية اللقاء؛ كعلامة من علامات القبول في الرؤية الشرعية.
الخجل من سمات الفتيات، وحياؤهن زينتهن، ولكن هذا لا بد ألا يكون عائقًا أمامها للتعرف على من تقدم لخطبتها، فلا تجعل خجل التعارف سببًا لإفساد تلك الجلسة، وعليها أن تعرف كيفية التعامل مع خجل جلسة التعارف؛ لتكون قادرةً على التعبير عن نفسها، وتكون كذلك قادرةً على اتخاذ قرارٍ سليم، بخصوص قبولها ذلك الشاب المتقدم من عدمه.
المراجع
إترك تعليق