للأسف أصبحنا بعالم تملؤه الأمراض النفسية، وتعتبر أخطر تلك الأمراض هي التعدي على الغير، وخاصةً الأطفال منهم، لذلك لم يعد التحرش متوقفًا على السن، أو النوع، فالجميع أصبح مُعرضًا للتحرش.

لذلك تعتبر أول خطوات الوقاية مع طفلك هي الثقة، ودوائر النقاش التي لا تنتهي أبدًا فاجعلها عادة مستمرة بينكما.

1.إحصاءات التحرش بالأطفال

قد يراها البعض أرقامًا مُرعبة، إلا أنها حقيقةً لابد من أخذها بالاعتبار، فوصلت نسبة تحرش الأطفال إلى أن من بين كل ثلاث فتيات تتعرض واحدة منهم للتحرش، وخمسة آخرين يتعرضن للموت بسبب التحرش، على أن يكون ذكر من كل خمسة يتعرض للتحرش قبل وصوله إلى عامه الثامن.

2.كيف تعرف أن طفلك تعرض للتحرش

يصاب الطفل بعدة أعراض تجعله غير متزن بشكل كامل، أولها تظهر في حالة من الحزن والهدوء، وربما العزلة في التعامل مع الأصدقاء أو الأهل، ومنها تظهر اضطرابات بالنوم والشهية، وقد تصل أحيانًا للتبول الا إرادي، لاحظي إذا كان ليس لديه القدره على السير، أو عدم الجلوس بشكل طبيعي.

 

وتشير المستشارة الأسرية، الدكتورة سلوى العضيدان إلى أن: ” الأبناء يختلفون تمامًا بعد وقوع تلك الأحداث عليهم، فتجدهم يفضلون الانطواء، والعزلة، يرفضون الجلوس بين المجموعات الكبيرة من أصدقائهم، ولا يتفاعلون مع النشاطات اليومية، أو حتى المدرسية، كما كانوا يفعلون بالسابق.

أيضًا قد تجدينه شاردًا بعض الشيء، لا يستجيب بسهولة لما يُطلب منه، إضافةً إلى شعوره بالنقص والخوف.

كما عليكِ بالانتباه إلى أن الولد قد يكون مُعرضًا أكثر للتحرش من الفتاة، بفعل المساحة المتروكة له من الخروج، أو التجول هُنا وهُناك، فمؤشر حرية تحركاته قد يكون مؤشر أيضًا لوقوعه بالخطر.

 

3.حماية الطفل من الاستجابة للتحرش

 

يدفع التحرش الطفل لحالة من الفزع الدائم، والرعب غير المبرر لكثير من التصرفات الطبيعية، ثم تتأثر حالته النفسية بطريقة سلبية، فيفقد الثقة بجميع من حوله، خاصةً الكبار منهم، ويكون الأهم من بينهم الأب والأم؛ نتيجة لكثرة العقاب الذي يقع عليه بمجرد علمهم، فيتحول به الأمر لكتمان مخاوفه، وحالة فزعه المستمرة، وفي بعض الأحيان تصل الأمور للمصحات النفسية.

لذلك عليك مع أول مؤشر، ولو صغير، من تغيير يطرأ على أطفالك، أن تنتبهي جيدًا لأسباب هذا التغيير، ومحاولة إيجاد حلول هادئة له، مع اكتساب ثقة طفلك.

كما يعتبر أكثر الأطفال الذين يتعرضون للتحرش، هم من لا يعلمون الكثيرعن التربية الجنسية والتعامل الصحيح مع الجسد، لذا عليك دائمًا التوعية في الحديث مع طفلك، بأسلوب أكثر لطفًا عن تلك الأمور، بداية من وصوله لخمس سنوات.

 

4. عشرة نصائح للأم لحماية الأبناء من التحرش الجنسي

 

  1. على كل أم إخبار ابنتها أو ابنها بأنّ المناطق الحساسة ممنوع لمسها، أو حتى الاقتراب منها، أيًا كان مدى قرب هذا الشخص، أو الثقة به، فليس لديه الحق من لمسك، وفي حالة أي محاولة للمس المناطق الحساسة لديه أن يخبرك فورًا.
  2. حدثيه دائمًا بأنه لن يلقى أي عقاب، عندما يخبرك بأي شيء غريب، أو غير معتاد عليه فعله.
  3. حذريه بعدم الجلوس مفردًا مع أي شخص غريب، أو الذهاب معه لأي مكان آخر.
  4. الذهاب للحمام في المدرسة أثناء الاستراحة الجماعية فقط، وألا يذهب بين الحصص؛ حتى لا ينفرد به أيٌّ من الأشخاص.
  5. نبهيه بأن الشخص المتحرش يكون أكثر جبنًا دائمًا، فمجرد دفاع الولد عن نفسه، أو الصراخ في حالة الاقتراب، قد يجعل هذا الشخص يهرب سريعًا.
  6. الاحتواء العاطفي للطفل؛ حتى لا يبحث عنه بالخارج، أو ينجذب لأي شخص يقدمه له.
  7. عدم السماح للأطفال بالذهاب بمفردهم للأماكن العامة، كالأسواق، والملاهي، والمطاعم.
  8. رفض المبيت بمنازل الأقارب والأصدقاء، حيث إن غالب أكثر الحالات تقع بتلك الأماكن، ومن المقربين.
  9. تحذير الأولاد من الاستجابة لأي إغراءات مادية، أو معنوية من أي شخص، خاصةً إذا كانت مقدمة للطفل بشكل فردي.
  10. وألا يستجيب لركوب السيارة مع أي شخص.

 

 

5.أفضل طرق التعامل مع الطفل حتى لا يتعرض للتحرش

 

  • أولًا عليك العلم بأن ما يعتاد عليه طفلك منذ كان صغيرًا، سيظل يفعله وهو كبير، لذلك احرص على تربيته بشكل صحيح، ولا تُهمل أي عادة صحية، حتى ولو كانت صغيرة.
  • تحدث إلى طفلك، وشجعه بأن يغير ملابسه في غرفته الخاصة، مع غلق الباب، وأنها أفضل طريقة، كي يصبح مثل الكبار، لأن نحن – والداك – نقوم بنفس الفعل، ثم حاول التجربة أمامه، وأخبره أنه الآن لم يعد يراك، فالغرفة مغلقة لتبديل ملابسك.
  • شجعه أيضًا على الاستحمام بمفرده، وغلق الباب خلفه، ولا يقبل بأن يرى أي شخص أجزاء من جسده.
  • حدثه دائمًا أن هذه التصرفات تجعله أجمل طفل، والأفضل بين الجميع.
  • اشرح له من خلال التجربة، الفرق بين السلام والاحتضان الطبيعي، والفعل الذي يصل حد التحرش، بمعنى أن تقوم باحتضانه بشكل مُسالم أولًا، ومن ثم تشير إليه أن شخصًا ما قد يلمسه بطريقة معينة أثناء الاحتضان معناها خطأ، وهُنا عليه أن يخبرك في الحال.
  • ننبه أنه غير مسموح بتقبيله مثلما تقبله أنت ووالدته.
  • تحدث معه دائمًا عن أصدقائه، وعن تجربته اليومية بالمدرسة، أو النادي، وغيرهما، حتى تصبح عادة لطيفة، أن يحكي لك بمفرده كل ما يحدث يوميًا، بشكل مستمر.
  • لا تشعره أنك تريد أن تفهمه شيئًا بالتحديد، لأن الطفل بطبيعته ذكي، وربما يقلق عند شعورك بالخوف عليه، لذلك ابنِ ثقة طفلك بنفسه، ولا تلومه كثيرًا.
  • علمه طريقة رياضية للدفاع عن النفس، في حال حاول أي شخص التعدي عليه، وحتى لا يتعرض للإيذاء، أو الخجل من ردة الفعل، فستكون هذه الرياضة وسيلة لتقوية ذاته، وثقته بنفسه.

 

6.كيف تعرف الشخص الذي يتحرش بطفلك

 

من الطبيعي أن يكون هذا الشخص ضعيفًا، لأنه يسرق شيئًا ليس ملكه، ومنها يستمد قوته من تهديد طفلك بأسلحة حادة، وما يشابه ذلك، وكل ما عليك حتى تلاحظ هؤلاء الأشخاص، إذا كانوا من محيط دائرتك:

ستجدهم دائمًا يريدون الانفراد بطفلك، والجلوس معه لساعاتٍ طويلة، وانتبه أن المؤشر الأكبر دائمًا هو مدى خوف ابنك من هذا الشخص، فكلما وجدته مرتعبًا منه، أو يهابه بشكل مرضي، فتأكد مباشرةً أنه يقوم بإيذائه، أيضًا قد تلاحظه ينظر إلى أجزاء من جسد الطفل، أو ربما يحدثه بشكل جريء.

 

 

7.دور المدرسة

 

جيد أن يدور حوار دائم بين المعلم والوالد، وكذلك إدارة نقاش جيد مع الأطفال، عن تلك الأمور بالمدرسة، ومنها تعليمهم كيف يحافظون على أنفسهم، وشرح أفلام تعليمية تساعد على تخطي تلك المرحلة، ومناقشتهم حول آرائهم في الأمر.

وإذا نشأت علاقة طيبة بين الطفل والمعلم، تكون أفضل خطوة ممكنة؛ لأنه كذلك يقوم بدور الأب بالمدرسة، فيثق به الطفل، وسرعان ما يتحدث إليه عن حدوث تلك الأفعال.

وبحسب خبرة المعلم، قد ينجح في توصيل الفكرة بشكل أسرع، وأقوى من الوالدين، أيضًا قد يميل له الطفل أكثر من آبائه، إذا كان يهاب العقاب في المنزل.

وكذلك تنشأ دائرة صحية محيطة بالطفل من جميع الاتجاهات، تحميه من هذا الخطر اللعين.

 

8. المصادر

صيد الفوائد .. حماية الأطفال من التحرش

إسلام ويب .. كيف تحمي ابنك من التحرش

معلومات طبية

حماية الطفل من الاستجابة للتحرش

 

الكاتب: رنا شوقي.