1- التفكك الأسري

الأسرة مركز المجتمع ولبنته، بل هي المجتمع في صورته المصغرة، تتحمل مسؤولية واضحة في تنظيم المجتمع وتوجيه أدواره، والأصل ان تكون الاسر متماسكة ويقصد بالتماسك ذلك الرابط الوثيق الذي من خلاله تنتج أفراد اسوياء على المستويات الفكرية والأخلاقية والاجتماعية والروحية. وهذا قد لا يتحقق الا في أسرة متماسكة في معظم الأحيان وفقدان هذا الرابط الوثيق بين افراد العائلة، يؤدي الى تصدع وخلل وظيفي نتيجة للخلافات أو تخلي أحد الوالدين عن الأدوار الأساسية المنوطة به او الطلاق وان كان عاطفيا. ويشير الى الفشل في الدور التربوي الرئيس للأسرة. حيث ينخفض مستوى مساهمتها في عملية التنشئة الاجتماعية وفي بناء شخصية الفرد بصورة مستمرة، وضبط سلوكه وتوجيهه حسب متطلبات الحياة.  في الاسرة السليمة يعيش كل فرد منها في امان نفسي يصعب تفسيره اذ يعلم انه موجود دوما للجميع كما يتواجد الجميع – افراد عائلته –دوما لأجله – يمنحه ذلك إحساسا بالطمأنينة وهدوء البال. وما يلقاه منهم من تشجيع ودعم واهتمام يدفعه على الدوام لان يكون فردا سعيدا راضيا ساعيا لتحقيق الأفضل له ولأسرته. وبالتالي للمجتمع بكل محبة وإخلاص. لذا كان مهما معرفة أسباب التـفـكـك الأســري وحلوله

2- أسباب التفكك الأسري

  • العولمة

قد تصيب الاسرة أمراض اجتماعية عديدة. وتنشأ فيها مشاكل لا حصر لها، وهو ما يؤدي أحيانا الى انهيارها وحلول الكراهية والشقاء والاختلاف بدل الحب والسعادة والانسجام. الذين يمثلون الهدف من وجود الاسرة لأجل الفرد. وبالرغم من فوائد العولمة الكثيرة، الا ان لها اثارا سلبية جلية على الاسرة وهي اهم أسباب التـفـكـك الأســري و فقدان ما كنا نراه في الاسرة من استقرار وافتخار بتربية الأبناء وليس الافتخار بالرفاهية بعد طغيان الحياة المادية والرفاهية

ودخول هذه التكنولوجيا الى نواة المجتمع أعاقها عن فرص التكاثف والحوار حيث غلب طابع السرعة والسهولة التي لا تستدعي حتى تجمع أفراد الأسرة الواحدة حول وجبات الطعام مثلا. أو مناسبات كالأعياد اذ يكتفي بعضهم باللجوء للمحمول للتخلص من صلة رحم أصبح يراها الان حملا على كتفيه. وغير ذلك من هذه المظاهر التي سادت الأسر الكبيرة منها والصغيرة على الحد السواء. 

ومن أهم أسباب التـفـكـك الأســري

  • ضعف الوازع الديني

في حقيقة الأمر يعد ضعف الوازع الديني أصل كل مشكلة وخلل في المجتمع. وعلى غرار ذلك التفكك الأسري. فضعف الايمان يكون طريقا لارتكاب الآثام و في التبرير الدائم للذات وهذا يسبب مشكلات لا متناهية في نظم الأسرة وثباتها. و يفقد ضعيف الايمان الاستعدادية لمواجهته لمشكلات الحياة المعاصرة، كذلك يدفعه الى التقصير في الجانب التربوي الديني للأبناء. فيورث ضعفه غالب الأحيان لهم ، كغياب روح التعاون والمشاركة والميول الى الأنانية . بالرغم من ان السعادة تكمن حقيقة في المشاركة. كذلك الاندفاع التام نحو تحقيق الاستقلالية بمفهوم خاطئ والسعي اللاهث الى الرفاهية المادية.

  • طغيان القيم المادية 

الوضع الاقتصادي للأسرة مهم في كلا الحالتين، سواء كان فقرا أو غنى. فبعض الأغنياء ينشغلون بالمال عن اسرهم بل ان بعضهم يستعمل المال في قضاء شهواته المحرمة ويبتعد عما أحله الله له فيكون سببا لوقوع أهله في الحرام أيضا ويلهث خلف الماديات فيدمر اسرته معه. أما في حالة الفقر، فلا يستطيع الاب توفير مستلزمات عائلته. وربما حتى البسيطة منها، التي تضمن العيش الكريم فقط. فيقع في الحرام مع ضعف ايمانه للحصول على المال وسد حاجياتهم. في هذه الحالة أيضا تتفكك الاسرة ويضيع الأبناء وتمتلأ دور الاحداث.

  • صراع على الأدوار بين الزوجين  

قال الله تعالى لرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) سورة النساء فما نراه من سعي الزوجة لأن تكون ربان السفينة رغم توفر القوامة في زوجها أمر سلبي وخاطئ وخلاف للفطرة التي حددها سبحانه وتعالى وليس في ذلك كما تتوهمن راحة لهن بل تعب وشقاء وطلاق ولأزواجهن كذلك ونهاية الأمر غياب الاستقرار الاسري وبالتالي الانحلال رويدا حتى مرحلة التفكك النهائي .

  • عدم اهتمام أحد الزوجين بأداء دوره الكامل في الأسرة  

سواء كان رب الاسرة الذي يغرق في عمله او يقضي كامل وقته في الخارج مع اصدقاءه وجلساته معهم ولا يجد وقتا لعائلته. فتبدأ الزوجة في التذمر والاستياء من هذا الغياب وسرعان ما تفسد علاقتهم جراء هذه المشاكل مع الوقت و التصاعدات وأحيانا يصل الامر الى الطلاق وفك الرابطة الزوجية كما بالطبع تجرهما الى التقصير في واجباتهما كلاهما اتجاه الأبناء والجانب الاخر هو للأم المنشغلة عن مسؤولياتها الاسرية بلقاء الصديقات والتجول في الأسواق بدافع او بدونه مما يؤدي الى تقصيرها في واجباتها اتجاه الزوج والابناء وحرمان الأبناء من رعايتها لهم . أو تنشغل بعملها عن شؤونهم واحتياجاتهم اختلفت أسباب التـفـكـك الأســري والنتيجة واحدة الا وهي الإهمال الاسري فالتفكك الاسري.

3- نتائج التفكك الأسري :  

  •  اختلال الروابط الاسرية. 
  •  تمرد الكثير من الشباب على ضوابط الاسرة والمجتمع.  
  •  تردي علاقة الاباء والأبناء والتأثير في عقلية الأبناء مما يؤدي الى نشأة جيل بمشاكل نفسية عديدة كنقص الثقة في النفس.
  • استغناء الأبناء عن أولياء الأمور وعدم اهتمام الاباء بدورهم التربوي معتقدين أن واجبهم يقتصر فقط على الرعاية المالية تحت مبررات الاستقلالية وبناء الذات. 
  • تزايد العقبات امام تكوين الاسرة مع سرعة تفك العديد منها بعد تكوينها.
  •  تنامي ظاهرة العزوف عن الزواج.
  •  تفشي الخيانة والعلاقات الغير شرعية.
  • تزايد العقبات أمام تكوين الأسر.

باختصار تحولت الاسرة الى مجموعة من الافراد تحكمها المادة والانانية، بينما كان أساسها الاستقرار والافتخار بتربية الأبناء تربية صالحة سابقا.

4- الحلول المقترحة لظاهرة التفكك الأسري :

  • بناء الأسرة عند الزواج لهدف بناء أبناء بتربية صالحة وأخلاق حسنة لإفادة المجتمع 
  • إدراك أن العولمة جعلتنا ننصرف عن أبناءنا الى تحقيق الماديات وننسى النفسيات وانهم في حاجة الى ما هو غير ذلك أيضا وهي الأهم فعلينا الاهتمام بهم والاجتهاد لوقف زحف العولمة الى بؤرة المجتمع. 
  • التسهيل للشباب في موضوع تكوين الأسر. 
  • زرع روح التعاون والايثار في الأبناء منذ الصغر وتصرف الأولياء كقدوة حسنة لهم 
  • عدم بناء العلاقات على أساس مادي بحت. 

 

5- المصادر :

 بقلم : هدى سامي