ساهم الدين الإسلامي في تكريم المرأة، وتعزيز مكانتها في المجتمع، كما نصَّ الدين في القرآن، وسنة نبيه على تنظيم الحياة الزوجية والأسرية، وأوضح للمرأة ما لها، وما عليها من حقوق يجب أن تتمتع بها، أو تقوم باحترامها، وللمرأة جملةٌ من الحقوق، التي على الزوج ضمانها؛ حتى تكون الحياة بينهما قائمةً على الحب والتفاهم، وفيما يلي سوف نذكر مختلف حقوق المرأة على زوجها .

الحقوق المادية للزوجة

للمرأة المتزوجة مجموعة من الحقوق المادية، التي على زوجها تحقيقها، واحترامها، وقد نصَّ عليها الله – تعالى – في دين الإسلام عبر القرآن والسنة، ومن بين هذه الحقوق:

  • الحق في المهر: ويعتبر المهر متممًا لعملية الزواج، تطلبه المرأة قبل عقد القران، ويجب على الزوج إتيانه، حسب الصداق المسمى بينهما، والمكتوب في عقد الزواج.
  • الحق في النفقة: ونعني بالنفقة أن يصرف الرجل على زوجته، في كل من الأكل، والشرب، وأيضًا كسوتها وسترتها بملابس، حسب قدرته المادية، ليس أكثر، أو أقل.
  • الحق في السكن: على الزوج توفير مكان آدمي؛ لعيش زوجته، وأولاده، على أن يكون به أساسيات الحياة، ويكون ساترًا لهم، ويكون المسكن في حدود قدرة الزوج المادية.

حق المرأة على زوجها في العدل بين الزوجات 

على الرجل المتزوج أكثر من امرأة واحدة، احترام مبدأ العدل بين زوجاته من النساء، في كل من النفقة، والبيت، واللباس، وأيضًا في عدد الليالي، التي يمكثها مع كل زوجة على حدة.

 حق المرأة في حسن المعاشرة

أوصى النبي الكريم بمعاملة النساء بخيرٍ، ولطف، والمعروف في الزواج أهمية حسن المعاملة، والمعاشرة؛ حتى يكون هناك احترام متبادل بين الزوجين.

وما دامت الزوجة تقوم بواجباتها، وتطع زوجها، وتخلص النية في عباداتها، فلها الحق في أن يعاملها زوجها بإحسانٍ، وكرم.

ويجب على الرجل، أن يكون حسن الخلق مع الزوجة، فلا يهينها، أو يضربها، ولا يقول لها قولًا غير لطيفٍ، أو يشتمها.

كما يجب معاملة الزوجة برفقٍ، ونصحها دون التقليل من شأنها، أو من شأن عائلتها.

وقد حدد الله في كتابه الكريم طريقة معاملة الزوج لزوجته، وقد ورد ذلك في كل من سورة النساء الآية 19، وسورة البقرة الآية 228.

كما لنا أيضًا في رسول الله خير مثالٍ في معاملته لزوجاته، حيث كان يقوم باحتوائهن عند الغيرة، والغضب، كما لا يرفع صوته عليهن، ويقدم لهن الحب، والاهتمام، رغم المشاغل الكثيرة التي يهتم بها في حياته، من توعيةٍ، ونشرٍ لدعوة الله للدخول للإسلام.

كما كان رسول الله يوصي صحابته، بضرورة التعامل الرقيق مع النساء، وعدم إنقاص أي شيء عليهن.

وعلى الزوج عدم ظلم زوجته، وممارسة السخط عليها، فالله دائمًا ينصر المظلوم، ولو بعد حين، لذلك على الرجل أن يكون أصيلًا، وذا ثباتٍ، حتى لا يظلم زوجته، التي تعتبر سكنه، وبيت أسراره.

حق المرأة في عدم الإضرار بها

نهى الإسلام عن إلحاق المسلم الضرر بأخيه المسلم، ومن هذا الباب، فإن إلحاق الضرر بالزوجة مرفوضٌ، ومحرمٌ.

ولا يجوز للزوج ضرب زوجته ضربًا مبرحًا، يؤثر على حالتها الجسدية، والنفسية.

كذلك على الزوج مسك لسانه كما يده، في النطق بيمين الطلاق، كل مرة يتشاجر فيها مع زوجته، أو ينهاها عن الخروج إلى مكانٍ معين، لما فيه من ضررٍ نفسي كبير على الزوجة.

 حق المرأة في الانبساط مع زوجها

وهو من أعظم حقوق المرأة على زوجها ، حيث يجب على الزوج قبول زوجته، حتى لو كان بها عيبٌ لا يعجبه، وألا يشعرها بكرهه لها بسبب ذلك العيب، ومن المهم أن يفرح الزوج بلقاء زوجته، خاصةً بعد يومٍ طويل في العمل، بعيدًا عنها، كذلك الاستماع إلى حديثها، دون مقاطعها، ووصفها بالتفاهة، كما عليه ممازحتها، وقول طيب الكلام الذي يرقق قلبها.

وأيضًا عليه أن يؤنس وحدتها، ويداعبها، معبرًا عن أهمية مكانتها في قلبه، فهي تركت الدنيا، وعائلتها؛ لتكون معه وحده.

وكما يحب الزوج أن تتزين له زوجته، وتكون رائحتها طيبة، ونظيفة، كذلك عليه هو أيضًا التزين لها، ووضع طيب الروائح، خاصةً خلال قضاء الأوقات الخاصة معها.

حق المرأة على زوجها في صلة رحمه

قد أوصى الله تعالى على أهمية صلة الرحم، وأدخلها في العبادات، وعلى الزوج بناءً على ذلك، مساعدة زوجته، زيارة أهلها وأقاربها بصفة دورية، وأيضًا مهاتفتهم باستمرار، شريطة ألا يكون ذلك سببًا في انحلال أخلاقها، وإثقال كاهل زوجها، بالطلبات الكثيرة، والمبالغ فيها أحيانًا كثيرة.

 حق المرأة على زوجها في الفراش

الزواج عِفَّةٌ، وحفظٌ، وابتعادٌ عن الحرام، كما للزوج الحق في طلب زوجته إلى الفراش عند رغبته في جماعها، للزوجة حق على الزوج بنكاحها، وعدم مسك نفسه عنها، عندما ترغب في ذلك.

فلا يجب على الزوج رفض زوجته، إذا رأى أنها راغبةٌ في جماعه، وهو أمر يؤجر عليه الزوجان.

ونهى النبي عن ترك حق الزوجة في الفراش، وجاء ذلك، حين عاتب بعض صحابته؛ لشكوة نسائهم من إهمال حقهن في ذلك؛ بسبب انشغالهم في العبادات.

واليوم تكثر أشغال بعض الرجال، فيتركون زوجاتهم بالأسابيع، والشهور، والأصل هنا هو الموازنة، بين الفروض، وتفقد حال الزوجة، والسؤال عن مشاعرها، واحتياجاتها في هذه الناحية.

 حق الزوجة في تعلم أصول دينها من الزوج

وعلى الزوج تعليم، وتعريف زوجته بأصول الدين، وأساسيته: كالصلاة، والصوم، والوضوء، والغسل، إن كانت غير عارفة بذلك، فمن حسن إسلام المرء قيامه بالعادات، والزوج يؤجر على ذلك، كما يكون معدًّا، ومساعدًا لعائلته لدخول الجنة بإذن الله.

كماعلى الرجل أن يساعدها في التربية السليمة للأطفال، على أسس الدين الإسلامي، فلا يترك تربية الصغار على عاتق زوجته،  فتكون بذلك هي الأم، والأب، في نفس الوقت.

إنَّ حقوق المرأة على زوجها ، لا تقتصر على الإنفاق عليها، وعلى البيت، بل تطول القائمة، وتشمل حسن الأخلاق، وطيب المعاملة، والمعاشرة، وكذلك قول الكلام اللين الطيب، وعدم التهور والتصرف بغضب، فيقوم الزوج بالإضرار بزوجته، بالكلام، أو الضرب، ويتذكر دائمًا أنَّ القرآن والسنة أوصت بالتعامل الحسن مع المرأة، وحفظ كرامتها، ونفسيتها.

المراجع: