الطفل العنيد هو طفل ينتهج سلوك العناد والتحدي في تعامله بشكل عام، وتكون النتيجة المتوقعة من الطفل العنيد هي الإنكار أو الاستجابة السلبية نحو ما يُطلب منه، حتى لو كان الاقتراح أو ما هو مطلوب منه في صالحه، ومثل هذه الشخصية العنيدة في الأطفال تجعل الوالدين في حالة انزعاج من سلوك أبنائهم.

1- اسباب العناد عند الاطفال

لا يولد الطفل العنيد عنيدًا ولكنه يكتسب مثل هذا السلوك لأسباب مختلفة أثناء نموه، وهناك العديد من الأسباب التي تعزز من نمو سلوك العناد للطفل العنيد، ومعرفة سبب مثل هذه السلوكيات سيساعد على كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال : [1]

  • عدول الوالدين عن قرارهم

تَوقع عودة الوالدين في قرارهم، يجعل الطفل العنيد يصمم في عناده.

يعتقد الأطفال في بعض الأحيان أنه من خلال العناد يمكنهم الحصول على ما يريدون.

يكتشف الطفل وقتها أن مثل هذه الطريقة فقط يمكن أن تجعل الوالدين يحققان رغباته.

سيبدأ هذا الطفل العنيد في تطبيق نفس الحيلة كأداة للحصول على ما هو مرغوب فيه.

  • التخلص من الألم

يشعر الأطفال بالألم عندما يحاول الآباء فرض السيطرة عليهم بكل طريقة ممكنة.

يبدو عدم السماح للطفل باللعب بكرة في غرفة التلفزيون مثلا أمرًا يتم التحكم فيه كثيرًا.

يرى الآباء من وجهة نظرهم في مثل هذا الإجراء عند رمي الكرة على التلفزيون أنه قد يكسره.

ينظر الطفل من جهته إلى هذا الإجراء على أنه قيد لحريته ويجعله يشعر بالألم.

سيؤدي مثل هذا الألم إلى تراكم العناد وسيضطرب الطفل وسيتفاعل بطريقة سلبية مستخدمًا العناد للتخلص من هذا الألم.

  • الحفاظ على الهوية

يقدر بعض الأطفال هويتهم كثيرًا من حيث أفكارهم ومعتقداتهم وما إلى ذلك.

لا يحب هؤلاء الأطفال العنيدين أن يقارنوا بغيرهم.

يصبح الطفل وقت المقارنة عنيدًا للغاية لا يفكر حتى في وجهة نظر الآخرين.

يعيق مثل هذا النوع من العناد ويؤثر على الطفل وعلى ارتباطه مع الأطفال الآخرين.

  • تقليد الكبار

يشرع الطفل العنيد في تقليد أبويه، حيث يرى الطفل أبويه وهما يُصران عليه في أمر ما.

يعتبر الطفل هذا سلوكًا جيدًا يبدأ في إتباعه معهم.

  • الاستجابة لمطالب الطفل

عندما يجد الطفل العنيد استجابة لمطالبه بعناده، يسعى لتكرار مثل هذا التصرف حتى تُحقق طلباته.

2- اشكال العناد عند الطفل العنيد

  • عناد التحدي

وهو عناد يتحدى فيه الطفل نفسه، وهو عناد محمود يجب على الوالدين تشجيعه وحث الطفل عليه، كأن يحب الطفل العنيد أن يصلح لعبة، أو أن يصر على معرفة كيفية عملها.

  • العناد السلوكي

ويكون هنا الطفل العنيد لديه رغبة في المشاكسة ومعارضة الأوامر، ويحتاج هنا الطفل لتعديل السلوك، أو وعي الوالدين لاحتضان الأمر وإصلاحه، ويظهر هذا النوع من العناد برفض الطفل النوم أو الذهاب للمدرسة، غير مكترثٍ بالعواقب.

  • العناد مع النفس

ويكون فيه الطفل معاندًا مع نفسه عقابًا للآخرين، كأن يرفض الطفل العنيد الطعام عقابا لوالدته التي تحاول إطعامه.

  • العناد الفسيولوجي

ويكون نتيجة لمشكلة مرضية أو جسمانية في الدماغ، ويعد نوعًا من أنواع التخلف العقلي.

3- كيفية التعامل مع الطفل العنيد

يكون الطفل العنيد مرهقًا بعض الشيء في التعامل معه، حيث يُعد التعامل مع الأطفال العنيدين تحديًا للآباء لأن حَملهم على القيام بالأعمال المنزلية مثل الاستحمام أو تناول وجبة أو الذهاب إلى الفراش هي معركة يومية، وأفضل طريقة للتعامل مع الطفل العنيد هي إظهار أن عناده هذا لن يُجدي، وهذه بعض النصائح التي قد تساعد في التعامل مع الطفل العنيد: [2] [3]

  • شتت انتباهه

من المحتمل أن تكون هناك بعض الأمور التي يصر فيها كلا من الطفل والوالدين على عدم الموافقة عليها مثل الجلوس على كرسي قيادة السيارة.

حاول أن تشغل طفلك بالمكان الذي ستذهب إليه قبل أن تصل إلى السيارة.

حاول دومًا أن تصنع لعبة من الأمور محل الجدال بينكما.

  • حاول الاستماع

التواصل طريق ذو اتجاهين، فإذا كنت تريد أن يستمع طفلك إليك، يجب وقتها أن تكون على استعداد للاستماع إليه أولاً.

يشعر الطفل العنيد بالتحدي إذا شعر أنه لا يُسمع.

وقتما يصر الطفل على فعل شيء ما أو عدم فعله، فإن الاستماع إليه وإجراء محادثة مفتوحة حول ما يُزعجه يمكن أن يؤدي إلى الحل.

  • فكر من وجهة نظر طفلك

انظر إلى المشكلة المطروحة من وجهة نظر طفلك وحاول أن تفهم سبب تصرفه بهذه الطريقة.

وعدت أطفالك مثلا بنقلهم إلى الحديقة ولكنك رفضت بعد ذلك لأن الطقس قد أصبح سيئًا، فستحتاج أن تشرح لهم لماذا لا يمكن الوفاء بوعدك.

سوف يرى الطفل العنيد هذا الوعد الذي نكسته معه، ولكن من خلال تحديد سبب عدم قدرتك على الخروج والجلوس إليه وتفهيمه بلغته، مع تحديد موعد لاحق للنزهة، يمكنك عندها إنقاذ الموقف.

  • لا تجبرهم

عندما يُفرض على الأطفال القيام بشيء ما، فإنهم يسعون إلى التمرد ويُظهرون من السلوكيات كل ما لا يجب عليهم فعله.

عند إجبار الطفل مثلا على الذهاب إلى النوم مبكرا وهو يصر على مشاهدة التلفزيون، هذا لن يفيد بل سيشعل نار التحدي لديه.

عندها يجب الجلوس معه وإظهار الاهتمام بما يشاهده، فعندما تُظهر اهتمامك من المرجح أن يستجيب الطفل لما تطلبه منه.

  • أعطهم خيارات

يكون لدى الطفل العنيد رأيه الخاص به ولا يحب أن يتم إخباره بما يجب عليه فعله.

خيِّر طفلك ما بين خيارات ولا تعطيه توجيهات، فمثلا لا تخبرهم بضرورة الذهاب إلى الفراش، وإنما اسألهم عما إذا كانوا يريدون قراءة أحد قصص ما قبل النوم سواء كانت “س” أم “ص”.

يُمكن للطفل أن يتمادى في تحديه ويقول: “لن أنام!”، وقتما يخبرك بهذا ابق هادئًا، وكرر نفس القول عدة مرات حتى يستسلم.

يمكن أن يكون العديد من الخيارات سببا في إرباك الطفل، ولتجنب هذه المشكلة يجب تقليل الخيارات إلى مجموعتين أو ثلاث مجموعات تختارها أنت وتطلب من طفلك الاختيار من بينها.

  • الحفاظ على السلام في المنزل

تأكد من أن المنزل مكان يشعر فيه طفلك بالسعادة والراحة والأمان في جميع الأوقات.

كن مهذبًا مع الجميع في المنزل وخاصة زوجتك حيث يتعلم الأطفال من الملاحظة ومن المرجح أن يقلدوا ما يرونه.

من الضروري الحفاظ على السلام في المنزل وتجنب تبادل الإهانات أمام الطفل.

  • ابق هادئا

علو الصوت والصراخ على الطفل سيحول مجرى محادثة عادية إلى مباراة لعلو الصوت والصراخ.

يأخذ الطفل العنيد رد أبويه كدعوة للسجال اللفظي مما سيجعل الأمور أسوأ بينهما.

كل ما على الوالدين وقتها أن يلزموا الهدوء ؛ ويمكن أن يكتسبوا هذا من خلال التأمل أو ممارسة الرياضة أو الاستماع إلى القرآن.

يمكن للوالدين قيادة دفة الحوار ويحاولوا توجيه نحو ما يريدون.

  • اصقل مهاراتك في التفاوض

يجد الطفل العنيد صعوبة في استيعاب الرفض التام عندما يطلب شيئًا ما.

حاول بدلاً من ذلك التفاوض معه بدلاً من فرض رأيك.

يُمكن على سبيل المثال إذا أصر طفلك على الاستماع إلى قصتين قبل النوم، حاول أن تتتوصل معه إلى اتفاق أنه يمكنه اختيار قصة لليلة وقصة أخرى للغد.

  • احترمهم

لا يحب الطفل العنيد فرض السيطرة عليه وفرض الأوامر، بل يحب احترام رأيه والأخذ به.

يمكن طلب التعاون منه وعدم الإصرار على الالتزام بالتوجيهات.

يُمكن وضع قواعد للمنزل ويكون على جميع أطفالك الالتزام بها.

يكون للتعاطف معهم ومشاركتهم مشاعرهم وأفكارهم تأثير كبير على استجابتهم.

4- المراجع

  1. Reasons for Stubborn Behavior in Children
  2. How To Deal With A Stubborn Child ?
  3. Effective Ways to Deal with Stubborn Child
    بقلم : منى برعي