المحتويات
1- تربية الأطفال
الأطفال هم زينة الحياة، والنور الذي يحلم به كل زوج وزوجة، بهم تكتمل الحياة وتأتي السعادة وتعمر الأرض، وتربية الأطفال في الإسلام مسئولية كبيرة لها جوانب كثيرة متعددة ومختلفة فمنها التربية العقلية والجسدية والإيمانية والنفسية وغيرها، وهي ليست قائمة على الأب والأم فقط بل هناك دور للمسجد والمدرسة ووسائل الإعلام وغيرها. والتربية أما أن تكون تربية صالحة تخرج شباب تنهض بالمجتمع وترتقي به وأما أن تكون تربية خاطئة فتصيب المجتمع بالإنحلال والتخلف، لذلك وضع الإسلام ضوابط وآداب لتربية الأطفال.
2- مكانه الأطفال في الإسلام
اهتم الإسلام بتنشئة وتربية الأطفال بشكل صحيح ومتكامل يناسب كل وقت وكل مكان، وحث الوالدين على غرس القيم والعادات الحسنة في نفوس أبنائهم، وألزمهم بأن يكونوا قدوة لهم في كل تصرفاتهم وأقوالهم، قال ابن عمر رضي الله عنهما لرجل “أدِّب ابنك فإنّك مسؤول عنه: ماذا أدّبته، وماذا عَلَّمته؟ وهو مسؤول عن بِرِّك وطواعيته لك”.
3- العوامل التي تؤثر على تربية الأطفال في الإسلام
هناك عوامل كثيرة تلعب دوراً محورياً في بناء شخصية الطفل من الناحية السلوكية والنفسية والعقلية يجب الإنتباه لها من أهمها
- الأسرة الصالحة: أول شيء يؤثر في الطفل بشكل مباشر هي أسرته وتحديداً الأب والأم فمنهم يبدأ في تكوين شخصيته، ويعرف الصواب من الخطأ، والزواج السعيد ينشأ أسرة متماسكة وواعية، تخلق جواً مناسباً لتواجد لتربية الأطفال، وبالتالي تكون الأسرة مدركة جيداً لمفهوم تربية الأبناء وتهتم بكل تفاصيل أطفالهم، وتتابع أي تغير سلوكي يطرأ عليهم.
- المسجد : للمسجد دوراً مهماً في غرس العديد من القيم التي أمر الإسلام بها داخل الأطفال، منها حسن الخلق، والأمانة والصدق بالإضافة لكتسابه عادة الذهاب إلى المسجد دائماً مما يجعله يحافظ على الصلاة في أوقاتها.
- المؤسسات التعليمية: ورغم تكون البيئة التعليمية من عناصر مختلفة تؤثر بشكل مباشر في تربية الأطفال إلا أنهم يلعبون أهم دور في تأسيس الأطفال من الناحية السلوكية والفكرية، وهو دور مهم وحساس ومكمل لدور الأسرة، لكن عدم المتابعة الجيدة للأطفال الذين لديهم خلل في السلوك قد يأثر بشكل سلبي على الصالح منهم ويفسده لذلك الأمر بحاجة لمتابعة مستمرة من الأسرة والمعلمين.
- وسائل الإعلام: أصبح دور وسائل الإعلام سلبياً هذه الأيام، ولا تقوم بدورها المنوطة به بل وتترك الأطفال في مواجهة غزو ثقافي غير مقبول يشوه العديد من القيم الحسنة وتكسبهم العديد من العادات الغربية السيئة التي لا تتناسب مع تربية الأطفال في الإسلام مما يؤثر على سلوكهم وعقليتهم فينشأ جيل بعيد كل البعد عن أسس الدين الإسلامي.
- الأصدقاء: يجب على الوالدين الإهتمام بحياة أطفالهم والتدخل بحذر لاختيار أصدقائهم فهم يلعبون دوراً عكسياً على تربية الأطفال إذا كانوا رفقاء سوء، ويوطتدون ما تعلمه الطفل في بيته إذا كانوا صالحين.
4- آداب تربية الأطفال في الإسلام
- لـ تربية الأطفال في الإسلام آداب يجب أن يحرص عليها كل أب وأم لما فيهم من توجيهات وتعاليم تساعد على تربية الأطفال بشكل سليم من أهمها:
- الزوجة الصالحة: الأم هي أهم عنصر في تكوين الأسرة الصالحة المحافظة على تعاليم الإسلام، وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:”فالأم مدرسة إذا أعدتها أعددت شعباً طيب الأعراق”
- حسن الخلق : يجب على الوالدين الحرص على غرس القيم الحسنة داخل أطفالهم وأن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم في الصدق والأمانة والإخلاص.
- التكبير في أذن المولود: يجب إتباع السنة في التكبير ورفع الآذان في أذن الطفل اليمنى و رفع الإقامة في أذنه اليسرى.
- اختيار اسم الطفل: حرص الإسلام على حث الوالدين على اختيار اسماء حسنة لأطفالهم، لا تسبب لهم الحرج والضيق عندما يكبرون.
- ترسيخ العقيدة: يجب أن يعمل الوالدين على ترسيخ قيم ومكانه العقيدة الإسلامية في ذهن أطفالهم، بداية من تعريفهم كلمة التوحيد مروراً بتحفيظهم القرآن الكريم وصولاً إلى تلاوة الأذكار والأدعية.
- المحافظة على الصلاة: يجب تعليم الأطفال تدريجياً كيفية الصلاة عند بلوغهم عمر السابعة، حتى يتم غرس داخل قيمة الصلاة والمحافظة عليها.
- البعد عن الدعاء على الأبناء: خوفاً من أن يدعي أحد الوالدين على أبنه فيستجيب الله فيحزن حزناً شديداً على ما فعله في حق طفله.
5- حقوق الأطفال في الإسلام
- كما جعل الإسلام للآباء حقوق على أولادهم، جعل أيضاً للأبناء حقوق على آبائهم من أهمها:
- الرزق الحلال: من واجبات الوالدين تجاه أطفالهم أن يطعموهم من حلال ويجنبوهم أي رزق حرام أو به شبهه.
- المواظبة على العبادات: يجب أن يعود الوالدين أطفالهم على الصلاة والصيام والزكاة وأن يكونوا مثال لهم في ذلك.
- اعتباره كيان مستقل: كلما أعطى الوالدين القليل من الحرية لأطفالهم في اختيار بعض الأشياء التي يحبونها، يؤثر ذلك بشكل مباشر في سرعة تكوين شخصيتهم بشكل جيد حتى يستطيعوا تحمل المسؤولية.
- التشجيع عند الفشل: لا تحاول أن تقسوا على طفلك عندما يفشل في تنفيذ أمر ما بل يجب أن تكون مصدر دعم وتشجيع له فتكرر الفشل هو أول طريق النجاح.
- احتضان الطفل: من الأمور التي تقوي العلاقة بين الطفل والوالدين، وتزرع داخله الراحة والأمان، خاصة في مراحل طفولته المبكرة، ويجب أن يكون كل شيء بالتساوي إذا كان له اخوة، حتى لا ينقلب الأمر إلى غيره وحقد بينهم.
- تعليمه آداب الاستئذان: الحرص على تعليم الأطفال آداب الاستئذان عند الدخول إلى أي مكان يذهب إليه.
6- أساليب تربية الأطفال في الإسلام
لاشك أن التربية الحسنة الواعية تخلق جيلاً صالحاً ينفع الأهل والمجتمع، وللتربية أساليب كثيرة منها:
- التربية المتوازنة : هي أفضل طريقة لتربية الأطفال في الإسلام لما تتركه من أثر داخل نفسية الطفل، وتطور من نضوجه العقلي وتحمله النفسي بأن تزيد من ثقته بنفسه وكل شيء حوله. وتنقسم التربية المتوازنة إلى :
- التربية بالعادة : وهي الأصل في التربية الأطفال في الإسلام، وكان يحرص عليها النبي صلى الله عليه وسلم، لأن التكرار الذي يستمر لسنوات كفيل بتحويل العبادة إلى عادة يحرص عليها الطفل ولا يتهاون فيها.
- التربية بالموعظة : وفيه تتأثر نفسية الطفل من الأفعال الصالحة ومعرفة وبيان الحق، وتبعد عن المنكر وتتجنبه.
- التربية بالملاحظة : وهي قائمة على ترك مساحة جيدة للطفل للتصرف مع ملاحظته والتدخل لتقويمه في الوقت المناسب عندما يخطأ، وهي طريقة مناسبة أكثر كلما كبر الأبناء، وتكونت شخصيتهم.
- التربية المتساهلة: وهي طريقة تربية تعتمد على التساهل من جانب الوالدين بدون أي ضوابط أو حدود مما يخلق مساحة حرية كبيرة للطفل أكبر من الطبيعي ومع الوقت يخرج الطفل عن السيطرة ويكون مندفعاً لا يهتم بكلام أو رأي أحد ولا يسمع حتى نصائح والأب أو الأم.
- التربية المتسلطة : وهي طريقة يعتمد فيها الوالدين على التسلط على الأطفالهم ولا يعطون لهم أي مساحة للحرية، ولا يسمعون لرغباتهم، وعند الخطأ يعاقبوهم بشدة وهذا الأسلوب يفقد الطفل ثقته بنفسه ويسبب له الكثير من المشاكل النفسية والمجتمعية فيما بعد.
7- أخطاء شائعة في تربية الأطفال في الإسلام
- التمييز بين الأطفال يخلق نوع من الكراهية والحقد بين الأخوة.
- التسلط على الطفل بحجة أنه لايزال صغيراً ولا يعرف مصلحته مما يضعف شخصيته لإحساسه الدائم بالمهانة.
- الخوف الزائد على الأطفال يفقده شخصيته واعتماده على نفسه، فيكبر وهو معتمد إعتماد كلي على الوالدين.
- الأهمال الزائد للطفل يتسبب في تكوين داخله مشاعر سلبيه تجاه الأب والأم بسبب أنه يشاهد الأطفال الآخرين ينالون الرعاية والاهتمام بينما هو لا يشعر بذلك.
- التناقض الذي يحدثه الوالدين أمام أطفالهم كأن يقولون له لا تكذب وفي نفس الوقت يشاهدهم يكذبون.
إترك تعليق