1- طرق التربية الحديثة:

تتلخص طرق التربية الحديثة للطفل في خمسة أنواع، وسوف نذكر ونوضح كلٍ منها على حدى:

التربية الإيجابية:

تتمثل أسرار التربية الحديثة والإيجابية في الابتعاد عن أسلوب العقاب والضرب للطفل والعمل على تعزيزه وتشجيعه إيجابياً وذلك من خلال:

 أن يقوم الوالدين بالتقرب من الطفل بشكل كبير وعائلي والقيام بحل مشكلاته حتى لو صغيرة والمساعدة في إيجاد حل مناسب له ، وذلك لتنمية مهارة حل المشكلات التي تواجه الطفل ، ومن جانب أخر تعزيز دور العاطفة في تنمية وتقوية جوانب الطفل النفسية .

التربية اللطيفة:

من خلال هذه التربية يقوم الآباء بتوجيه وتقويم سلوك الطفل السيء وأن يقوم بجعل الطفل بعيداً عن ارتكاب الأخطاء والمشكلات من خلال تقويمهم لأسلوبه السيء،

ويقوم هذا الأسلوب من أساليب التربية الحديثة على السخرية والمرح من قبل الآباء مع الطفل ولا يكون قائم على جعل الطفل يشعر بالذنب، وهذا النوع من التربية يعتمد

على جعل الآباء أن يفهموا سبب قيام طفلهم بفعل سلوك سيء، أي انه لماذا قام بهذا، بدلاً من أن يفكروا أولاً في إيجاد حل للمشكلة، أي أنهم يجب معرفة سبب قيام طفلهم

بالمشكلة  أولاً ومن ثم يجدوا الحل المناسب لها، حيث توجد العديد من العوامل التي تدفع الطفل لعمل السلوك السيء مثل الخوف والتوتر وضعف التواصل والكثر من

العوامل، وأحياناً يلجأ الطفل للبكاء للتعبير عن عواطفه وذلك لعجزه عن القيام بالتعبير عن طريق الكلام، ويجب أن يبتعد الآباء كل البعد عن الضرب والعقاب فالبعض

يعتقد أن هذه الطرق التقليدية تجدي نفعاً بابتعاد الطفل بعمل السلوك السيء، ولكنها تضر الطفل بجوانب أخرى ومنها أنه لا يستطيع أن يتصرف عندما تواجهه مشكلة ما،

ولا يعرف كيف يتصرف في الأمور والمواقف التي تواجهه.

التربية القائمة على الحدود:

ويتمثل هذا الأسلوب من أساليب  التربية الحديثة على قيام الوالدين بوضع قواعد وحدود واضحة أمام الطفل، حيث يقوم الوالدين بمنح الطفل خيارات متاحة أمامه، وهناك عواقب عند قيام الطفل بسلوك سيء، مثلاً عند قيام الطفل بعدم حل الواجب يقوم أحد الوالدين بمنعه من اللعب بألعابه المفضلة أو من مشاهدة التلفاز.

تعديل السلوك:

وهذا النوع من أسرار التربية الحديثة هو الأهم والأنجح في طرق التربية الحديثة للطفل، حيث أنه قائم على أن يقوم الوالدين بتعديل سلوك أبنائهم الإيجابية والسلبية! نعم الإيجابية أيضاً! كيف ذلك؟!

ذلك يتم من خلال أن يقوم الوالدين بتعزيز سلوكيات أبنائهم الإيجابية من خلال إعطائهم المكافآت والتشجيع على قيامهم  بأي سلوك إيجابي مثلاً عندما ينام الطفل مبكراً لمدة إسبوع يمكنه الحصول على اللعبة التي كان يريدها، وأيضاً أن يقوم الوالدين بتعديل سلوك الطفل السلبي وذلك ليس بالعقاب والضرب كما ذكرنا سابقاً ولكن يتم من خلال أن يتحمل الطفل نتيجة هذا السلوك السيء، مثلاً إن لم يقم الطفل بحل الواجب المنزلي فيجب أني تحمل نتيجة فعله عندما يذهب إلى المدرسة ويقوم بتوبيخه الأستاذ.

التدريب العاطفي:

يعمل هذا الأسلوب من أساليب التربية الحديثة على جعل الطفل متزن ومعتدل عاطفياً وذلك من خلال قيام الوالدين بجعل الطفل يتقبل مشاعره ، ويعبر عنها أياً كانت وعدم الخجل والخوف منها، ويقوم الآباء بمساعدتهم على تعلم الطرق المناسبة للتعبير عن هذه المشاعر.

2- تربية الأبناء في الاسلام:

قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يؤمرون } [التحريم:6]، هذه الأية تدل على وجوب قيام الأهل بتربية أبنائهم تربية صحيحة سليمة قائمة على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف حتى لا يقعوا إلى طريق السوء وفعل المحرمات والكبائر ويقعوا في نهاية الأمر في النار والعياذ بالله، وهذا بالطبع كله قائم على تربية الأهل لهم حيث تجعلهم التربية القائمة على تعاليم الدين الإسلامي بأن يفرقوا بين الصح والخطأ، وبين الحلال والحرام، وما هو جزاء وعقاب كل فعل يفعله الإنسان من الله سبحانه وتعالى، لقد استوقفتني قصة حقيقية حدثت في زمن الصحابة وتعتبر في صدد هذا الموضوع وتنص على الآتي:

قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:

كان ملِك كثيرَ المال، وكانت له ابنة لم يكن له ولد غيرها، وكان يحبها حبّاً شديداً، وكان يلهيها بصنوف اللهو، فمكث كذلك زماناً، وكان إلى جانب الملك عابدٌ ، فبينا هو ذات ليلة يقرأ إذ رفع صوته وهو يقول  {يا أيها الذين آمنوا قووا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة} فسمعت الجارية قراءته ، فقالت لجواريها : كفوا، فلم يكفوا، وجعل العابد يردد الآية والجارية تقول لهم: كفوا، فلم يكفوا، فوضعت يدها في جيبها فشقت ثيابها، فانطلقوا إلى أبيها فأخبروه بالقصة، فأقبل إليها ، فقال: يا حبيبتي ما حالك منذ الليلة؟ ما يبكيك؟ وضمها إليه، فقالت: أسألك بالله يا أبت، لله عز وجل دار فيها نار وقودها الناس والحجارة؟ قال: نعم، قالت: وما يمنعك يا أبت أن تخبرني، والله لا أكلتُ طيِّباً، ولا نمتُ على ليِّنٍ حتى أعلم أين منزلي في الجنة أو النار.

والعبرة في قصتنا هذه أن يقوم الآباء بتوفير سبل العيش الكريمة لأبنائهم ولكن في حدود وضمن إطار الشريعة الإسلامية بعيداً عن الفسق والفجور، وحتى يكون الأمر سهلاً على الطرفين طرف الآباء وطرف الأبناء، يجب أن يتم تعليمهم وتربيتهم على هذه الأخلاق الحميدة منذ الصغر، والدليل على هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلم الآباء أبنائهم على الصلاة في عمر السابعة وأن يضربوهم في عمر العاشرة حتى يتعودوا على الصلاة ولا تكون شيء غريب مستهجن عندما يكبروا، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما قال :  قال  الرسول صلى الله عليه وسلم  « مروا أولادكم بًالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع » رواه أبو داود والحديث: صححه الشيخ الألباني، وهذا الحديث إن دل على شيء فأنه يدل على اهتمام الإسلام اهتماماً قطعياً بتربية الأبناء تربية إسلامية سليمة قائمة على الحب والاحترام والصلاح والتقوى.

بقلم/فاتن بشير