المحتويات
1- تطبيقات الزواج هي الحل ؟
في جلسات التعارف العائلية تكون فرصة لمقابلة العروسة أو العريس المحتمل والمشكلة أن عليك بعد جلسة لا تستغرق أكثر من ساعة أن تقرر هل هذا الشخص يصلح شريكاً للحياة أم لا.
لذلك كان لابد من طرق أكثر فاعلية للتوفيق بين الشباب والشابات الراغبين في الزواج، ومع اقتحام التكنولوجيا لكل شيء في حياتنا، ومزامنة بأننا جيل ثائر دائماً على العادات والتقاليد القديمة فكان من الطبيعي أن يصبح المجتمع العربي أكثر تقبلاً لفكرة الإرتباط عبر تطبيقات الزواج ومواقع التعارف، لما توفره من حل عملي للعديد من الشباب التي قللت المزيد من التكنولوجيا من حياته الإجتماعية بأن تساعدهم في وضع حداً لعزوبيتهم، كما أن مواقع التعارف مؤخراً باتت تعطي المزيد من الثقة، والحلول العملية في إيجاد شريك الحياة المناسب، فمع كل الفرص والخيارات التي تمنحها من أجل النجاح، تعطي أيضاً خيارات مماثلة في حالة الفشل الاختيار، بالعمل على تطوير الاستهداف بشكل أدق مع التعلم من الأخطاء السابقة.
2- هل هي مهنة الخاطبة بشكل معدل ؟
قديماً كانت هناك مهنة تدعى الخاطبة، وهي مهنة مخصصة فقط للنساء ومهمتهن هي البحث للرجال الراغبين في الزواج عن الفتيات التي وصلت لسن الزواج وتتمتع بالمواصفات التي يريدها، ومع مرور الوقت، وفي الألفية الجديدة ومع دخولنا عصر التكنولوجيا والتحول الرقمي انقرضت مهنة الخاطبة وحل مكانها مواقع التعارف وتطبيقات الزواج وأصبحت الأكثر شيوعاً حول العالم في اختيار شريك الحياة، وفي آخر احصائية حول هذا الموضوع وجد أن مواقع التعارف ساهمت في التوفيق بين الملايين من الراغبين في الزواج.
3- كيف تعثر على نصفك الثاني بسهولة ؟
يمكنك العثور على العديد من تطبيقات الزواج عبر محركات البحث المختلفة، ولكن المعضلة تكمن في أنه لا توجد إرشادات واضحة أو طريقة فعالة توضح للراغبين في البحث عن نصفهم الآخر الكيفية، وتحقق لهم النجاح في الحصول على نتائج سريعة بالعثور على شريك الحياة، لكن التعامل مع أغلب التطبيقات ومواقع التعارف ليس معقداً، فكل ما تحتاجه هو أن تقوم بتحميل التطبيق الذي ترغب به على هاتفك الذكي ثم تبدأ في عملية التسجيل، وتجهز صفحتك الخاصة بإضافة بياناتك الشخصية واهتماماتك المختلفة التي تمارسها، مع وضع صور مناسبة لك.
وفي حالة تطابق مواصفاتك مع أحدهم ورغب في التعرف عليك، يقوم التطبيق بإرسال تنبيه لك، ثم تبدأ رحلة تقييمك وجمع معلوماتك عن هذا الشخص قبل أن تبدأ في الخطوات الفعلية للتعارف الجاد عليه.
4- لماذا يثق الجميع في تطبيقات الزواج ؟
كان الغرض من إنشاء مواقع التعارف والزواج هو مساعدة الأشخاص العاجزين عن العثور على شريك الحياة المناسب، ولكن مع الوقت وتغير الحياة في السنوات الأخيرة بدأت تلك التطبيقات تأخذ حيز أكبر في القيام بهذا الدور، ليس فقط مع من يعاني من العثور على الشخص المناسب ولكن مع كل من يفكر في دخول قفص الزوجية.
- لم يكن يريد أن يجعل زواجه رهناً للقدر والنصيب عندما قرر مات تايلور من تسجيل إعجابه بأكثر من 25 ألف صورة جميعها صور للفتيات اللاتي يتمتعن بالمواصفات التي يبحث عنها، ورغم هذا العدد الضخم من الطلبات إلا أن فتاة واحدة فقط هي من قبلت طلبة، ويبدو أن تايلور كان محظوظاً لأن مجهوده لم يذهب سودا، وتزوج تلك الفتاة ويعيش معها الآن حياة سعيدة. يقول تايلور:” بأنها كانت تجربة مثمرة حققت لي ما كنت أبحث عنه حتى لو اخذت مني بعض الوقت المهم أنني وصلت لما أريد”.
- وأيضاً من التجارب العربية الناجحة ما يحكيه وفيق عن تجربته عبر استخدام أحد تطبيقات الزواج، حيث أنه ساعده في العثور على زوجته الحالية، حيث كان يمنعه عمله الطويل من مقابلة شريكة حياته المناسبة، كما أن التجربة زواج الصالونات بالنسبة له كانت غير محببه له وتسبب له الكثير من الحرج، أما عبر تطبيقات الزواج فقد تحدث مع من وجد فيها المواصفات التي يبحث عنها لبضعة أسابيع ثم إلتقى بها وجها لوجه ثم تزوجها بعد شهور، والآن هو في انتظار طفله الأول.
- وفي دراسة حديثة أشارت إلى إنخفاض معدلات الزواج بين الزملاء في بيئة العمل مقارنة بما كان يحدث منذ عشر سنوات مضت، حيث لم يعد الكثيرين يقبلون فكرة وجود علاقات عاطفية بين زملائهم في العمل.
- أما خبير العلاقات الإجتماعية لاندكويست يرى أن من يرفضون استخدام تطبيقات الزواج يقللون نسبة فرصهم في العثور على شريك الحياة المناسب لهم.
- أما مجلة العلوم في دراستها حول المواعدة عبر مواقع التعارف في عام 2017 تمت الأشارة إلى أن زيادة عدد التطبيقات المتخصصة في الزواج أصبح لها تأثير إيجابي بسبب تعدد الاختيارات المتاحة أمام الأشخاص.
وتعكس الآراء الإيجابية عن تطبيقات الزواج إلى حجم تقبلها من أغلب الشباب، فهي باتت وسيلة لا يستهان بها في العثور على شريك الحياة.
5- إحصائيات لتأثير تطبيقات الزواج
قالت دراسة جامعة كامبريدج أن نسبة نجاح العلاقات في الزواج عبر مواقع التعارف قد ارتفع بشكل ملحوظ عما كان عليه من 10 سنوات، ففي عام 2013 وصلت نسبة الراضين عن الزواج عبر المنصات الإلكترونية إلى 23٪ عما كانت عليه من قبل حيث لم تكن تتجاوز نسبة 17٪.. مما يعطي مؤشراً إلى زيادة عدد من يتقبل الفكرة ويؤمن بها يوماً بعد آخر.
كما أشارت العديد من التقارير والإحصاءات في أمريكا إلى أن نصف البالغين تحت عمر 35 عاما يفضلون استخدام تطبيقات الزواج، وبينت التقارير إلى أن سوق هذه التطبيقات يدر دخلاً بالمليارات ونسبة نمو اقتصادي تصل لأكثر من 11٪ في الولايات المتحدة الأمريكية.
6- الاحتيال أكبر المخاوف
قديماً كان من أكبر المخاوف التي تراود أغلب مستخدمي تطبيقات الزواج هو الاحتيال والنصب من قبل بعض المستخدمين ذوي الأغراض الدنيئة، من السطو على البيانات واستخدامها بشكل غير لائق لهدف الابتزاز المادي والجسدي.
وبالفعل أشارت دراسة قديمة لجامعة إيراسموس الهولندية حول هذا الموضوع حيث أشارت إلى أن 15٪ من مستخدمي مواقع التعارف، يدخلون بهدف الابتزاز والحصول على علاقات غير شرعية.
وذكرت نفس دراسة إيراسموس أن النرجسية والمكيافيلية ترتبط بشكل مباشراً باستخدام مواقع التعارف من أجل إرضاء الغرور الشخصي ونزعة الأنا.
إلا أن مؤخراً أصبحت أغلب مواقع التعارف وتطبيقات الزواج
تضع قيوداً صارمة للحد من هذه الظاهرة، ومن أهمها:
- إجبار كل المستخدمين على التصوير السلفي وهم ممسكين ببطاقة الهوية لتأكد من شخصيتهم، مما يعطي مزيد من الأمان والخصوصية.
- بعض التطبيقات تتيح إشراك الأهل في عملية قبول أو رفض العريس المحتمل، لدرجة أن بعضهم يتيح حضور الأب والأم في اللقاءات الأولى مما يصنع مزيد من الشفافية بين الأبناء والآباء.
- وكذلك يتم منع التقاط صور المحادثات أو الصور الشخصية حتى لا يتم إساءة استخدامها، وكل هذه الخطوات أصبحت تسبب الكثير من الأمان للمستخدمين.
- كما أنه يتم مراعاة متطلبات بعض النساء الأكثر تحفظا في وضع صور غير واضحة المعالم بحيث لا يمكن رؤيتها سوى من توافق عليهن.
في النهاية
يجب أن نشير إلى أن هذه التطبيقات فرضت نفسها وبقوة كخيار عملي لمن يبحث عن الزواج كما أنها في تطور مستمر بهدف الحد من بعض الجوانب السلبية ورفع عوامل نجاح العلاقات العاطفية، والقضاء على حياة العزوبية لدى الأشخاص الذين يرغبون في إيجاد شريك الحياة الأبدي.
7- المصادر:
- How dating app algorithms predict romantic desire
- The dating app built for young
- Should I delete Tinder? These millennials think so
بقلم : إبراهيم المحلاوي
إترك تعليق