1- الخطبة في الإسلام:

الخطبة هي المرحلة التي تسبق مرحلة الزواج، فكل شاب وفتاة مقدمين على الزواج ونيتهم هي إرضاء الله عز وجل فلا لا بد أن يبدأ هذا الزواج بمرحلة الخطبة، ويوجد أحكام للخطبة في الإسلام تختلف بالطبع امن مكان لآخر وذلك لاختلاف عادات وتقاليد الناس، والخطبة في الإسلام مثلها كمثل باقي الأمور لها قواعد وأصول يجب على الشاب المقدم على الخطبة بأن يعرف هذه الأصول والقواعد من خلال كتب الفقه والسنة وإن استعصى عليه أمر ما في هذا الموضوع يقوم بسؤال أهل الفقه للإجابة على سؤاله، وذلك لكي يبني أسس زواج ناجحة وسليمة.

2- حكم قراءة الفاتحة عند الخطبة:

لو قمنا بسؤال العديد من الناس ما هو حكم  قراءة الفاتحة عند الخطبة منهم من يقول واجب ومنهم من يقول سنة ومنهم من يقول مستحب، ولكن الغالبية العظمى يعتبرها سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولعل هذا الشيء لا ينتبه إليه أغلب الناس، لذلك سوف أوضح هنا الإجابة على هذا السؤال، حكم قراءة الفاتحة عند الخطبة ليس سنة عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم  أو ما شابه ذلك بل هو بدعة، لأنه لا يجوز تخصيص شيء من القرآن الكريم  في  شيء من الأعمال إلا بدليل، وعندما سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء عن قراءة الفاتحة، كان الجواب أن قراءة الفاتحة عند خِطبة الرجل للمرأة، أو عند إبرام عقد زواجه منها هو بدعة، ومما يجب التنبيه إليه أن قراءة الفاتحة لا تعني إتمام عقد النكاح، والعبرة الحقيقية تكون بالقبول والإيجاب مع الولي والشهود.

3- آداب الخطبة في الإسلام:

للخطبة في الإسلام آداب عديدة، ومن الآداب المتعارف عليها في إسلامنا العظيم هو عدم قيام شاب بخطبة فتاة قد عرف عنها أنها مخطوبة، أو مثلاً قام أحدهم بالتلميح عليها بأنها له أو مخطوبة إلى شخص يخصه، وذلك من حكمة الله تعالى في عباده حيث  جعل الله هذا من آداب وأحكام الخطبة في الإسلام وذلك منعاً من حدوث مشاحنات أو حقد وكراهية بين الأسر والعائلات، وأيضاً من أداب الخطبة أن يتم استئذان المرأة وأخذ رأيها فلا يتم الزواج بشكل صحيح بدون رأي المرأة وموافقتها، بالإضافة إلى أخذ رأي وليها أيضاً وذلك لأنها قد تسيء الاختيار في شريك حياتها، ويجب على المرأة أن تختار الرجل الذي يتصف بالدين وحسن الخلق.

4- الضوابط الشرعية للخطبة:

هناك ضوابط شرعية للخطبة لكي تكون قد أتمت على أوجه شكل وهي تتمثل في الحالات الآتية:

  • الإشهار:

يعد هذا الأمر من مهام الأهل ويجب عليهم القيام بإشهار الخطوبة حسب العادات والتقاليد المتعارف عليها داخل المجتمع، ويتم هذا الإشهار بحضور الأهل والجيران، ومن الممكن أن يتم الإشهار في أقرب مسجد لكي يعلم به أكبر عدد من الناس وهذا محبب لما فيه من موافقة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

  • الخلوة:

لا يجوز أن يختلي الخاطب بخطيبته قبل كتابة عقد النكاح، ولكن من الممكن أن يجلس الخاطب ومخطوبته في بيت الفتاة، بشرط الالتزام بأحكام الخطبة في الإسلام ومن ضمنها وجود محرم بينهم وذلك بهدف التعارف وتبادل الآراء فيما يخص أمور الزفاف وتفاصيل الزواج في المرحلة المقبلة.

  • اللباس:

يجب على الفتاة المخطوبة أن تكون محتشمة وأن تلتزم باللباس الشرعي، لأن الخطبة لا تعتبر زواجاً بل هي مجرد وعد بالزواج ومرحلة أولى ما قبل الزواج قد يتم فيها الزواج وقد لا يتم وتنتهي بفسخ الخطوبة، لذلك لابد من الاحتشام حتى يتم الزواج بشكل فعلي وهذا من أحكام الخطبة في الإسلام التي يجهلها البعض منا في وقتنا الحالي.

5- حكم النظر إلى المخطوبة:

يجب على كل شاب مقدم على هذه المرحلة الفاصلة في حياته أن يتعمق في كل تفاصيل هذا الموضوع والأحكام المتعلقة به لأنها تعتبر من الأمور المهمة، ولابد الاطلاع عليها لتكون حياة الخاطبان سليمة ومتوافقة مع تعاليم الدين الإسلامي، وموضوع النظر إلى المخطوبة هي من المواضيع التي قد يجتهد فيها الناس ويقولون فيها كلاماً وأحكاماً من غير تأكد فعلي منها، فحكم النظر إلى المخطوبة بعض الناس يرفضها والبعض الأخر يراها محرمة استنادا إلى أن المرأة عورة ويجب عدم النظر إليها كما ورد عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لكل قاعدة استثناء والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم استثنى الخاطب من هذا الحديث حيث أجاز أن يقوم الشاب إذا خطب وأحب أن ينظر إلى المخطوبة فلا حرج، فقد خطب جابر بن عبدالله الأنصاري امرأة من الأنصار ولم يرها قال: فجعلت أتتبع النخل لعلي أراها حتى رأى منها ما أعجبه منها فتزوجها، وبناء على ما سبق يمكن القول: إنه إذا تيسر للشاب أن يرى الفتاة من بعيد، أو من خلال وجوده في بيت أهلها، فتمر من أمامه وينظر لها ، فهذا  أذن فيه النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- وأجازه، وهو أمر لا بد للباحث عن ما هي الخطبة في الإسلام من معرفته ليبتعد عن الوقوع المعاصي والآثام.

  • حكم إخفاء عيوب الخاطب أو الخاطبة:

تعتبر صفة الأمانة وصفة الصدق من الصفات النبيلة والمميزة في الدين الإسلامي فهي ما كانت تميز رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم  عن باقي رجال عصره حيث كان يتسم بالصدق والأمانة، وتعد من أسس الأخلاق السليمة في الإسلام، وعندما نتحدث عن أحكام الخطبة  في الإسلام فيجب عدم إغفال الصدق والأمانة من قبل الطرفين، وذلك إن كان لدى أحد الخاطبين عيب فيجب إظهار العيب ولا يحق للخاطب أن يخفي عيوبه عن الطرف الآخر بالإضافة إلى أنه  لا يجوز لأهل المرأة أن يستروا على عيوبها، والواجب البيان والإيضاح، ولا بد أن يكون كلا الطرفين واضحًا صريحًا، كي لا يدخل الغش والخداع والكذب في علاقتهما من البداية، وذلك يجعل الشاب يقدم على بصيرة ومعرفة بحال الفتاة التي يتقدم لخطبتها.

6- الخطوات العملية الواجب اتخاذها عند خطبة المرأة: 

  • السؤال عن المرأة وأهلها ومعرفة أحوالهم:من الأمور الضرورية التي يجب على الشاب المقبل على الزواج القيام بها قبل التقدم لخطبة الفتاة التي يريدها، ويتم ذلك بسؤال أكثر من جار لهم عن أحوالهم، وسؤال أشخاص آخرين من عائلتهم عنهم، وسؤال أناس آخرين من خارج العائلة عنهم وإذا أجمع الكل على أنهم أشخاص ذوو خلق ودين ومعاملة حسنة، فلا بأس أن يتقدم الشاب لخطبة هذه الفتاة.في حال الموافقة على الخطبة، يجب الاتفاق على كل الأمور المالية واجراءات الزواج:يجب الاتفاق بين أهل الشاب والفتاة بحضورهما على كل الأمور المتعلقة بإتمام هذا الزواج من المهر المقدم والمؤجل، والأمور الأخرى كتنظيم حفل الزفاف وصناعة طعام الفرح وغيرها من أمور الحفل التي لا بد من إتمامها وهذه من أبرز شروط الخطبة في الإسلام التي يجب الأخذ بها. 

    توثيق عقد النكاح بين الشاب والمرأة لدى الجهات المختصة:

     

    يجب الذهاب للمحكمة الشرعية المناطة بأمور الزواج والطلاق في الدولة والتي يتم فيها كتابة عقد الزواج وتوثيقه، وهذا الأمر يتم مباشرة فور قبول الطرفين بالزواج، ويفضل القيام به بعد الاتفاق على أمور الزواج وتفاصيلها.

     

    ومن الأمور التي يجب على الشاب الفتاة المقبلين على الزواج معرفتها أن الزواج انتقال من مرحلة سابقة إلى مرحلة جديدة فيها الكثير من الأعباء والمسؤوليات وأنهما بصدد بناء بيت وأسرة جديدة تضاف إلى المجتمع الذي يعيشان فيه، ولذلك يجب أن يؤسس هذا البيت على تقوى الله سبحانه وتعالى حتى تبقى جذوره قوية وصلبة وأن يستمر حتى نهاية العمر التي كتبها الله لجميع خلقه.

7- المصادر:

بقلم/فاتن بشير