1- فسخ الخطوبة

فترة الخطوبة هي وقت مثالي حتى يتعرف الشاب والفتاة على بعضهما البعض، واكتشاف خبايا وأسرار شخصية كل منهما للآخر، ومعرفة المميزات والعيوب، وعلى الرغم من أنها في أغلب الأوقات تكون فترة مميزة في حياة أغلب من يمر بها إلا أن لكل قاعدة استثناء فهناك من تكون هذه الفترة بالنسبة له جحيم ولا يكون أمامه حل سوى فسخ الخطوبة.

فكما أن هناك عيوب يمكن إصلاحها هناك إيضا عيوب لا يمكن تعديلها ولا تجاوزها، حيث لا يمكن لأحد تحملها أو العيش معها فلا يكون هناك أي حل سوى فسخ الخطوبة لما يترتب على الاستمرار من أذى نفسي ومعنوي لأحد الطرفين، وحتى لا تكون حياته تعيسه فيما بعد.

2- أسباب فسخ الخطوبة

هناك أسباب إذا توافرت يجب على أحد الطرفين أن يفكر جدياً بإنهاء العلاقة على الفور:

  • التردد في المشاعر : إذا كنت تعاني من التردد والحيرة في مشاعرك تجاه شريك الحياة المستقبلي فلا تتسرع في الزواج، وأعطى لنفسك متسع أكثر من الوقت للتفكير وتقيم العلاقة من كل الجوانب، وحاول أن تصلي إستخارة واستشارة من تثق به حتى تأخذ قراراً صائباً أما بالاستمرار أو فسخ الخطوبة.
  • عدم تقدير الذات والإحترام : الزواج هو عقد قائم على المودة والتقدير والإحترام المتبادل بين الزوجين في كل أمور الحياة، فإذا كان أحد الطرفين لا يحترم الآخر كأن ينظر الشاب إلى الفتاة وأهلها نظرة دونية تقلل منهم ومستواهم أو أن الفتاة تنظر بحتكار تجاه زوجها المستقبلي في هذه الحالة إذا استمرت الخطوبة وانتهت بالزواج سوف تظهر المشاكل سريعاً وتتفاقم مما يؤدي إلى الطلاق، لذلك فـ فسخ الخطوبة قبل التورط في الزواج أفضل، وحتى الأثر الذي يترتب على الخطوبة يكون دائماً بسيط ويسهل تلافيه فيما بعد عكس الزواج.
  • الإختلاف الديني والأخلاقي : لا أحد يتغير من أجل أحد بسهولة هذه طبيعة البشر، كما أن الطرفين ليسا بعجينة سيتم تشكيلها على هوى كل طرف، خاصة إذا كان أحدهم متربياً على سلوكيات وعادات مختلف تماماً عن الطرف الآخر مثل؛ أن يكون أحدهم لا يحافظ على الصلاة أو بذيء في الكلام أو يدخن ويشرب الممنوعات أو عاق لوالديه أو الفتاة غير محجبة وغير ملتزمة دينياً وغيرها من الصفات والعادات القبيحة التي يصعب التخلص منها بالزواج.
  • النفاق : إذا كان أحد الطرفين يقول الكثير من الكلام والوعود ولا يقوم بتنفيذ أي شيء ولا يفي بوعوده، ويفشي الأسرار ولا يأتمن على أي سر، كما أنه يكذب باستمرار ولا تستطيع أن تثق به، فكل هذه الأسباب كافية جداً لـ فسخ الخطوبة فوراً دون تفكير.
  • عدم تحمل المسؤولية: إذا كان أحدهم يعتمد على غيره في جميع شئون حياته ولا يستطيع تحمل المسؤولية ويتهرب منها باستمرار فلا مجال هنا لاستكمال هذه العلاقة، لأن الحياة الزوجية هي مسئولية عظيمة لما فيها من قرارات ومواقف صعبة تتطلب مواصفات معينة في الزوجين حتى يتم إدارة البيت بشكل صحيح.
  • تعدد العلاقات العاطفية: إذا استمر أحد الطرفين لا يحترم علاقته بالآخر ولا يهتم بمشاعره ولا يعمل على المحافظة عليه بأن يعرف أحدهم بل يتمادى إلى تعدد علاقته العاطفية وهذه الصفة السيئة توجد بكثرة في شباب هذه الأيام ويتحول الأمر إلى التلاعب بالمشاعر سواء بشريك الحياة أو غيره، فبكل تأكيد هذا لا يؤتمن على العيش معه أي كانت مبرارته.
  • المرض النفسي: إذا كان أحدهم يعاني من أمراض نفسية يصعب العيش معها مثل الانفصام والاكتئاب الشديد والوسواس القهري وغيرها من الأمراض النفسية التي يصعب بناء حياة زوجية سعيدة بوجودها ففي هذه الحالة لابد من فسخ الخطوبة
  • الغيرة المفرطة : الغيرة والشك المفرط باستمرار مرض يستحيل العيش معه، ومهما كان لن تكون الحياة الزوجية سعيدة، ولن يتحملها الطرف الآخر.
  • البخل والشح : هي صفة ذميمة مكروهة من الجميع، والبخيل يكون بخيل في كل شيء؛ ماله ومشاعره. والشح هو أفظع وأسوء من البخل، لذلك تجنب هذه الصفة في شريك الحياة مهم للغاية.
  • عدم التكافؤ العقلي والثقافي: الحوار البناء المبني على التفاهم هو أهم أسس تكوين أسرة سعيدة، وأن كانت هناك بعض حالات الزواج التي تحدث وتستمر رغم التفوات الثقافي والعقلي إلا أن هذا ليس بقاعدة ولكل قاعدة استثناء.
  • الخلاف حول الرؤية المستقبلية للحياة: اختلاف الطموح بين الزوجين يسبب العديد من المشاكل في المستقبل، حيث يعتبر الكثير من الرجال أن طموح زوجته يمثل عائق أمام تحقيق طموحه وذاته لأن ذلك سيؤثر على حياتها الزوجية ومتطلبات بيتها مما يخلق الكثير من المشاكل.
  • التسلط وفرض السيطرة : صفة التسلط وحب التملك سواء لدى الخاطب أو المخطوبة أو أم الشاب أو الفتاة يسبب صراع داخل الأسرة لا ينتهى أبداً وكأنها حرب ضروس بلا نهاية.

كل هذه الأسباب إذا كانت موجودة ولم تعالج بشكل جيد وصادق فيجب فسخ الخطوبة دون تفكير أو تردد، فالإنسان يبحث بالزواج عن الإستقرار والسعادة وهذا لن يحدث بوجود هذه الصفات.

3- اشياء يجب تجنبها بعد فسخ الخطوبة

من الوارد أن تسبب حالات فسخ الخطوبة بعض الضرر النفسي على أحد الطرفين نتيجة أنه لا يصدق أن أحدهم يرفضه، مما يجعله يتخبط في قراراته، لذلك هناك أشياء يجب تجنبها عند المرور بهذه الفترة من أهمها:

  • الوحدة : الشعور بالوحدة سيء ومؤلم ويسبب الكثير من المشاكل النفسية والإجتماعية، وهي من الأعراض الشائعة بعد فسخ الخطوبة، وحتى تتخلص من هذا الشعور لا تترك نفسك بلا عمل، حتى لا تتوقف حياتك عند تلك النقطة السلبية، فيجب أن تنهمك في حياتك المهنية بكل قوة، فهذا هو السبيل الوحيد حتى تتخلص من التفكير وتندمج مع من حولك في الحياة.
  • التظاهر بأنك بحالة جيدة: أرجوك لا تفعل ذلك، ولا تكتم مشاعرك داخلك، ولا تقسوا على نفسك وتجلد ذاتك فتسوأ حالتك النفسية بل الأفضل أن تنفجر وتخرج كل ما بداخلك من مشاعر سلبية فهذا هو العلاج الصحيح.
  • الدخول في مشروع خطوبة جديد بعد وقت قصير: البعض يشعر بالإهانة بمجرد فسخ الخطوبة فيسارع بعدها بأيام قليلة بالإرتباط مع شخص آخر دون أن يترك لنفسه فترة كافية لإعادة حساباته وتفكيره، حتى لا تظلم الطرف الآخر معك، فالمشاعر لا تزال مضطربة وغير صافية.
  • الإنتظار: البعض لا يكون مصدق أن الخطوبة انتهت على هذا النحو المؤسف، ويكون غير مقتنع بأسباب الطرف الآخر في الأنفصال، ويظل مقتنع أنه سيعود إليه وأنه الموضوع مسألة وقت لا أكثر وبالتالي لا يستطيع تجاوز هذا الأمر فيظل غارق في فكرة أن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه وينصلح الحال ولكن لا شيء يعود ولا يكسب سوى سوء حالته النفسية.
  • الانتقام : رغم لذة الانتقام إلا أنها لا تخلص من الشعور بالمرارة والكراهية، بالعكس تزيد الأمر سوء ويدخل المنتقم في نفق تأنيب الضمير والندم والحصرة على ما فعل.

من كل هذا يتضح لنا أن تجربة فسخ الخطوبة حتى لو كانت مؤلمة وتأخذ وقت للشفاء منها إلا أنها تكون دائماً في صالح الطرفين، والحياة لا تتوقف على أحد فبمجرد تجاوز تلك المرحلة ستواصل حياتك اليومية بكل نشاط وهمه.

4- المصادر:

بقلم : إبراهيم المحلاوي