يَكدُ الوالدين في حياتهم، وكل مسعاهم أن يروا أبناءهم أحسن ما يمكن أن يكون، وأفضل ما يُغرس في نفوس الصغار ثقة الطفل في نفسه فبالثقة يمكن للطفل أن يواجه الحياة، فواثق الخطى يمشي ملكا كما تعلمنا، ولذا علينا أن نعلم أبناءنا ونَشِبَّهم على ذلك، لتنمو شخصيتهم وهم متزنين نفسيًا، منفتحين نحو العالم الرحب.

1- علامات الثقة بالنفس عند الاطفال

أحيانًا يكون من السهل ملاحظة ثقة الطفل في نفسه فالواثق يشعر بالرضا عن نفسه، كما يشعر مُحدِّثه بمدى احترامه لذاته. [1]

علامات ثقة الطفل في نفسه

الشعور بالحب والقبول.

الشعور بالثقة.

الشعور بالفخر لما يمكنهم القيام به.

التفكير في أشياء جيدة وإيجابية عن نفسه.

الإيمان بنفسه وقدراته.

علامات عدم ثقة الطفل في نفسه

انتقاده لنفسه وشعوره بعدم الرضا عن حاله.

شعوره بأنه ليس أفضل من الأطفال الآخرين.

التفكير في الأوقات التي يفشل فيها بدلاً من التفكير في وقت نجاحه.

الافتقار إلى الثقة.

الشك أن بإمكانه القيام بالأشياء بشكل جيد.

2- أهمية ثقة الطفل في نفسه

الأطفال الذين يشعرون بالرضا عن أنفسهم تكون لديهم الثقة في تجربة أشياء جديدة.

احترام الذات يساعد الأطفال على التعامل مع الأخطاء وتقبلها، والعمل على المحاولة مرة أخرى حتى إذا فشلوا في البداية.

ثقة الطفل في نفسه يساعده على أداء أفضل في المدرسة والمنزل وحتى مع أصدقائه.

الطفل الذي لا يثق في نفسه يشعر بعدم قبوله من الآخرين.

الأطفال الذين لا يثقون بأنفسهم يجدون صعوبة في الدفاع عن أنفسهم، ويسمحون للآخرين بمعاملتهم بشكل سيء.

الأطفال الذين لايحترمون ذاتهم يجدون صعوبة في التأقلم والتكيف في معاملاتهم. [1]

3- طرق زيادة الثقة بالنفس عند الاطفال

ثقة الطفل في نفسه تُكتسب وتُبنى ، ويمكن بناؤها بعدة خطوات: [1] [2]

  • تشجيع الطفل على بناء أهداف له وتحقيقها، فمع كل هدف يتحقق، تزداد ثقة الطفل في نفسه أكثر وأكثر.
  • حث الطفل على تعلم أشياء جديدة في المدرسة.
  • حث الطفل على تكوين صداقات واجتماعيات.
  • تعليم الطفل مهارات جديدة كالرياضة والفن والطبخ والمهارات التقنية والبرمجة.
  • ممارسة الأنشطة المفضلة.
  • المساعدة والعطاء ومساهمة الطفل في الأنشطة التطوعية.
  • شُكر الطفل على السلوكيات الجيدة.
  • حثهم على فعل أشياء يجيدونها ويستمتعون بها.
  • دمجهم مع الآخرين.
  • تفهم الطفل وتقبله.
  • تحفيز الطفل بالجوائز والدرجات لكل فعل جيد يقوم به.
  • احترام الطفل لذاته تجعله يشعر بالثقة والقبول لما هم عليه

4- كيف ارجع ثقة ابني بنفسه

دعنا نتفق بداية أن كل طفل مختلف، وبناء ثقة الطفل في نفسه سهلة لبعض الأطفال عن غيرهم، غير أن بعض الأطفال يواجه مواقف يمكن أن تقلل من تقديرهم لذاتهم، ولكن السار في الأمر أنه حتى لو كانت ثقة الطفل في نفسه منخفضة يمكن رفعها، فالثقة بالنفس صفة يمكن اكتسابها وتعزيزها.

هذه بعض المهام التي يمكن للوالدين القيام بها لزيادة إحساس الأطفال بالشعور بالرضا عن أنفسهم: [3] [1]

ساعد طفلك على تعلم القيام بالأشياء

في كل عمر هناك أشياء جديدة يتعلمها الأطفال، بدءا من طفولتهl وفي كل مرحلة من مراحل نموهم:

تعلم حمل فنجان مثلا يثير شعوراً بالثقة والبهجة لدى الصغير.

يكبر الطفل ويكون تعلم أشياء مثل تعلم ارتداء الملابس أو القراءة أو ركوب الدراجة فرصا لتعزيز ثقة الطفل في نفسه.

اعرض المساعدة في البداية، ثم دعهم يفعلون ما يستطيعون، حتى لو ارتكبوا أخطاء.

تأكد من حصول طفلك على فرصة للتعلم والمحاولة والشعور بالفخر للنجاح.

امدح طفلك

امدح طفلك بحكمة، فمديحك هو طريقة لإظهار فخرك به.

احذر فبعض طرق الإشادة بالأطفال يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية.

لا تبالغ، فالثناء الذي لا يُشعر بأنه مكتسب لا يبدو في محله.

مثل أن تُخبر طفلك مثلا أنه لعب مباراة رائعة في حين شعور الطفل أنه لم يكن جيدًا، سيكون هذا المدح أجوفًا مزيفًا ولن يؤتي ثماره.

يمكنك أن تقول : “أعلم يابني أن اليوم لم تكن هذه المباراة أفضل لعبة لك، لكن الأيام بها شروق وغروب، أنا فخور بك لعدم استسلامك، وغدًا سنبدأ التدريب للعبة القادمة.”

قدم ثناءك على الجهد

تجنب التركيز على الثناء على النتائج فقط (مثل الحصول على معدل ممتاز).

قدّم معظم مديحك للجهد المبذول والتقدم نحو الهدف المنشود.

يمكن ضرب مثال على ذلك قول: “أنت تتحسن بشكل جيد في الاختبارات الإملائية”، أو “أنا فخور بك لتقدمك في حفظ القرآن، لقد بذلت مجهودا كبيرا في الحفظ “.

يبذل الأطفال جهدًا في الأشياء التي يحصلون فيها على هذا النوع من الثناء، ويعملون بجد نحو أهدافهم.

كن قدوة جيدة

عندما يراك الطفل تبذل مجهودًا في المهام اليومية مثل إعداد وجبة، أو تنظيف الأطباق، أو غسل السيارة، فأنت بذلك تضع له مثالًا جيدًا، ويتعلم طفلك منك أن يبذل جهدًا في أداء مهامه وواجباته.

عندما تقوم بالمهام بمرح أو على الأقل دون تذمر أو شكوى، فأنت تعلم طفلك أن يفعل الشيء نفسه.

عندما تتجنب التسرع في الأعمال المنزلية وتفخر بعمل متقن، فأنت تعلم طفلك القيام بذلك أيضًا.

حظر الانتقادات القاسية

الرسائل التي يسمعها الأطفال عن أنفسهم من الآخرين تترجم بسهولة إلى ما يشعرون به حيال أنفسهم.

الكلمات الإيجابية كما تبني ثقة الطفل في نفسه فإن الكلمات السلبية تهدمها.

الكلمات القاسية “أنت كسول”، “أنت مهمل”، “أنت فاشل” ضارة وليست محفزة.

وقتما يسمع الأطفال رسائل سلبية عن أنفسهم، فإن ذلك يقلل من احترامهم لذاتهم.

ركز على نقاط القوة

انتبه إلى ما يفعله طفلك ويستمتع به.

تأكد من أن تزود طفلك بالفرص لتطوير نقاط القوة لديه.

ركز على نقاط القوة أكثر من نقاط الضعف إذا كنت تود طفلا متوازن نفسيًا يشعر بالرضا عن نفسه.

دع الاطفال يساعدوا ويعطوا

تنمو ثقة الطفل في نفسه واحترامه لذاته عندما يرى أن ما يفعلوه مهم للآخرين.

يمكن للأطفال المساعدة في المنزل، أو القيام بمشروع خدمي في المدرسة أو جمعية تطوعية.

تَبنِي المساعدة في الطفل احترام الذات والعديد من المشاعر الجيدة الأخرى.

5- المنهج الإسلامي في بناء ثقة الطفل بنفسه

اهتم الرسول الكريم صلوات الله عليه ببناء الثقة في نفوس من حوله كبيرا كان أم صغيرا، وهذا من بعض هدي النبي في بناء الثقة بالنفس في الأطفال: [4]

كان يلاطف الصغار ويحترمهم ويعطيهم قدرهم.، فكان وقتما يمر عليهم يلاعبهم ويكنيهم مما يزيد من قدرهم واحترامهم لذاتهم.

شارك صلوات الله عليه أحزان الطفل الصغير، ونزوله لمستواه في قصة النغير والطفل الصغير أبو عمير.

نهي رسول الله عن تسمية الطفل بأسماء قبيحة، حتى لا يتأذى بها وتقلل من قيمته بين الآخرين عند مكبره.

نهى الرسول عن تحقير الإنسان لذاته، فالإنسان عند الله عظيم، فقال عن عائشة رضي الله عنها” لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي، ولكن ليقل: لقست نفسي” بمعنى ضاقت. [5]

يُكره للمسلم أن يصف نفسه بالصفات القبيحة ولو كانت فيه.

كان صلوات الله يمدح أصحابه ويبني ثقتهم في أنفسهم، فكان يقول لابن مسعود ” إنك غلام معلم” وغيرها من كلمات الإشادة، فكان يشيد بكل صحابي بما يميزه ومن هديه تسميتهم : حبر الأمة، أمين الأمة وغيرها من الألقاب.

لم يكن يوجه رسائلا سلبية قط لمن حوله، فذات مرة عير الصحابي أبو ذر أحدهم بأمه، فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن قال له ” إنك امرؤ فيك جاهلية”، ليذم صفة فيه. [6]

6- المراجع

  1. Your Child’s Self-Esteem
  2. About self-esteem: children 1-8 years
  3. The Importance of Positive Self-Esteem for Kids
  4. المنهج النبوي في تدعيم الثقة بالنفس
  5. باب لا يقل خبثت نفسي 
  6.   فيك جاهليّة

بقلم : منى برعي