الكذب عند الأطفال من السلوكيات غير السوية، وينجم عنها العديد من المشاكل الاجتماعية, ويعد كذب الأطفال من السلوكيات المكتسبة من البيئة, بل قد ينظر الوالدان إلى كذب الطفل على أنه من الأمور البسيطة والطارئة, لكن خبراء علم النفس يؤكدون مدى الضرر الحاصل من جراء الكذب عند الأطفال، خاصةً حين يكبر الطفل, وفي حقيقة الأمر فإن الكذب أحد السلوكيات الخطيرة، التي تؤثر على صورة الفرد أمام نفسه، وعلى العلاقة بالأخرين, حيث أنه يؤدي إلى تدمير الثقة، والتي تعد من الأعمدة الأساسية، من أجل بناء أي علاقة مع الآخرين, وبالطبع فإن الوالدين يعانيان بشكل كبير، حين يرون ابنهما يعتاد الكذب في كثير من المواقف, ولكن دعنا نتعرف من خلال طيات هذا الموضوع حول العديد من المحاور من أجل الوصول إلى طرق فعالة تمكن من علاج الكذب لدى الأطفال. المهمة؛
صور الكذب عند الأطفال
إن الكذب عند الأطفال ينقسم إلى العديد من المستويات, حيث أن هناك الطفل الذي يقوم بإخفاء بعض أشياء من الحقيقة, يعني حينما يسأل الأب ابنه عن شيء، فيقوم الطفل بإخباره بجزء من الحقيقة، وليس الحقيقة بأكملها, وهناك نوع من الأطفال الذين يضيفون جزءًا على الحقيقة, كأن يقوم بإخبار زملائه في المدرسة بأن والده قد اشتري له العديد من الألعاب الكثيرة والمتنوعة, في حين أن الأب لم يشترِ له إلا لعبة أو لعبتين فقط.
كما أن من صور الكذب لدى الأبناء في مرحلة الطفولة، أنهم يتسترون على جزء من الحقيقة, ومن أمثلة ذلك أن يقوم الطفل بتوقيع الشهادة المدرسية الشهرية بنفسه، بسبب تحصيله درجاتٍ سيئةٍ في الامتحانات الشهرية، وهذا حاصل بشكل كبير, بالإضافة إلى أن التورية أحد صور الكذب عند الأطفال.
وقد يدخل الطفل في مستوى أعلى من الكذب، حينما يغير الطفل الحقيقة كاملةً؛ حتى نصل إلى أخطر مرحلة من مراحل الكذب عند الأطفال, وهي مرحلة التلفيق والاختلاق, حيث يعتمد الطفل على تأليف واختلاق أشياءٍ لم تحدث أساسًا في أرض الواقع، بعدما يصل إلى مرحلة التاسعة من العمر، حيث أنه يكون قد استطاع التمييز بين الواقع، والخيال، والحقيقة، والكذب, وتكون تلك الأمور التي يقوم بتأليفها من وحي الخيال.
ومن صور الكذب عند الأطفال الكذب التعويضي، حيث أن الطفل يقوم بالكذب؛ بسبب الشعور بالنقص، وعدم الثقة في النفس، ومن ثم يقوم بالكذب من أجل جذب الانتباه وراحة الضمير.
كما أن هناك أحد صور الكذب عند الطفل، وهو الكذب لأجل الاستحواذ, ويعني أنه قد تقوم الأسرة بحرمان الطفل من متطلباته ورغباته، فحينها يقوم بالكذب من أجل الحصول على ما يريد.
- ماذا عن الكذب المرضي عند الاطفال
في واقع الأمر، فإن الكذب المرضي يعد من أخطر أنواع الكذب عند الأطفال، وعلى الوالدين أن يتعرفوا على الأسباب التي قد أدت إلى ظهور هذا الكذب المزمن لدى ابنهم , وفي هذا النوع من الكذب الذميم عند الأبناء الصغار، والذي يعد جزء من منظومة سلوكية مضطربة مثل الفشل, أو بسبب ضعف الثقة في النفس مع قلة التركيز, والضعف العقلي, الاضطرابات السلوكية, ومن ثم حينما يبدأ الوالدان في معالجة الكذب لدى الطفل، فعليهم معالجة المنظومة السلوكية بأكملها، ويكون في داخل علاج الكذب.
- كذب الأطفال في مراحل العمر المختلفة وكيفية التعامل معه
- الطفل في عمر سنتين إلى ثلاث سنوات, فإنه قد ينكر أنه قد فعل شيئًا، أو يقوم بالكذب من أجل الحصول على شيء, ولا يدرك في تلك المرحلة العمرية أن الكذب من الأمور الخطأ, ومن هنا فعلينا ألا نقوم بعقاب الطفل, وعلينا أن نتجنب مواجهته واتهامه؛ حتى لا يصر على كذبه.
- الطفل من ثلاث سنوات إلى خمس, فهو يعيش في عالم من الخيال، ويكون لديه أصدقاء وهميين، ووحوش، وغيره من الأمور التي لا توجد في أرض الواقع, ويتحدثون عن تلك الأشياء، ويصرون على أنه من الحقيقة, مما يعكس أهمية هذا العالم الخيالي الذي يعيش فيه الطفل, وطالما أن هذا الخيال لا يؤثر على علاقة الطفل، فلا يوجد هناك مشكلة.
- الأطفال من الخامسة إلى الثامنة من العمر: فإنهم يكذبون من أجل أن ينفدوا من العقاب، أو أن يفيدوا غيرهم، أو من أجل تجنب جرح مشاعرهم, وهذا يعد من المؤشرات التي تشير إلى تطور الحساسية الاجتماعية لدى الأطفال، ومن هنا فقد يكذب الطفل خوفًا من العقاب، أو بسبب مضايقة الكبار لهم .
- أما عن مرحلة الطفولة في سن التاسعة، فإن الطفل حينها يستطيع التفريق بين الكذب والحقيقة, وقد يقوم بإخبار والديه ببعض الأمور, وهذا يعد من الأمور الطبيعية, ودليل على أنه قد بدأ في النضوج، وتطوير استقلاليته, وقد يقوم بالكذب في بعض الأحيان، من أجل عمل الواجبات المدرسية، أو المسئوليات المنزلية .
- مواطن يجوز فيها الكذب
علينا أن نبين لأبنائنا بأن هناك مواطن يجوز فيها الكذب، ويكونوا على حيطة فيها بشكل كبير، أولها في الحرب, حيث أن الحرب خدعة, والثاني لأجل الإصلاح بين المتخاصمين, والثالث من أجل الإصلاح بين الزوجين, وعلينا أن نشرح لأبنائنا بأنه ليس هناك كذب أبيض وكذب أسود، أو أن هناك يوم مخصص فيه الكذب في العام, وإنما الكذب كله من السلوكيات السلبية والسيئة, فمعيار معرفة الانسان هل صادق أم كاذب، أنه لا يكذب في المواطن التي لا ينجي فيها إلا الكذب, ففي تلك الحالة يكون الشخص صادقًا حقًّا, ومن هنا فعلى الوالدين علاج الكذب عند الأطفال، من خلال تعليمهم إياه، وتوجيهه بعيدًا عن حرمانه من الإبداع، وبعيدًا عن تضييق الخيال عليه، بل عليهما تشجيع الطفل على الصدق، وتحذيره من الوقوع في الكذب، فهو بلية!
- كيفية علاج الكذب عند الأطفال
قبل أن نتعرف على طرق معالجة الكذب عند الاطفال, فعلى الوالدين أن يجعلوا العقاب هو الحل الأخير الذي يمكن اللجوء إليه , فإن الرفق يحقق ما لا يحققه العنف والشدة، خاصةً في تلك المرحلة العمرية, فعلينا أن نعلم بأن المشكلة أن العقاب لا يعزز سلوكيات بديلة, فإليك بعض الإرشادات المهمة من أجل علاج كذب طفلك:
- في حال كون الكذب مؤشرًا على ظهور مشكلة أكثر خطورة، فإنه يجب أن يتم التدخل؛ لأجل علاج الكذب من خلال استشاري نفسي متخصص في علاج السلوكيات السلبية عند الأطفال, ويساعد الأخصائي الوالدين في فهم أعماق المشكلة، مع الإرشادات المهمة من أجل التعامل مع كذب الأطفال، مع حصول الطفل على علاج مناسب للمرحلة العمرية .
- البحث عن الأسباب الأصلية والأساسية، التي دفعت الطفل إلى الكذب، والعمل على حلها .
- إعطاء الطفل فرصة ومساحة؛ من أجل التعبير عن نفسه، دون خوفٍ من العقاب أو النهر، واتباع أسلوب راقٍ من قبل الوالدين في المناقشة والحوار مع الأطفال .
- على الوالدين أن يكونوا قدوةً دومًا للأبناء في قول الصدق .
- عدم نهر الطفل أو تعنيفه، مع التعبير عن الاستياء .
- الحديث مع الأطفال حول خطورة الكذب على الحياة، وإفساد العلاقات .
- العدل بينه وبين إخوته، وتوفير القدر العالي من العطف والحنان لطفلك .
- إشعار الطفل بالأمن والاحترام والتقدير .
- لا تصفي طفلك بالكذاب، واختاري الوقت المناسب، والطريقة المناسبة لتصحيح الخطأ .
- الحديث عن طفولة النبي – صلى الله عليه وسلم – والذى كان يلقب بالصادق الأمين، وتوضيح صور من حياة الصحابة والتابعين.
- مراجع
- فكرة ذكية لعلاج الكذب .
- الكذب عند الأطفال أسبابه وطرق علاجه السليمة .
- الكذب عند الأطفال .
- كذب الطفل وكيفية معالجته .
إترك تعليق