هناك علاقة وطيدة بين العزوبية ، وبين الأمراض النفسية، حيث أكدت دراسة بحثية حديثة، أجريت على بعض العازبين في مناطق متفرقة، أن الشخص العازب فرصة إصابته بالأمراض النفسية، مثل: الاكتئاب، والقلق، أكبر من فرصة إصابة المتزوجين، والشخص الذي يمتلك شريك حياة بشكلٍ عام، وهذه الدراسة تنطبق على كلا الجنسين، إذًا للعزوبية أضرار.

 

  • طول فترة العزوبية رغم البحث الدائم عن الشريك، ما السبب؟!

 

هناك أحاديثٌ نبوية كثيرة، وآياتٌ قرآنية أيضًا تحث الشباب، والفتيات على الزواج، والكثير منهم يعرفها حق المعرفة، ولا يوجد أي اعتراض، ولكنهم على الرغم من ذلك ما زالوا عازبين، قمنا بدورنا بعمل استفتاء لمجموعة من الفتيات، والشبان، عن سبب طول فترة العزوبية لديهم، بالرغم أنهم مقتنعين بشكلٍ تام بفكرة الزواج، فكانت الغالبية العظمى من إجاباتهم تشير إلى أنهم يبحثون عن مواصفاتٍ معينة في شريك الحياة، ولا يريدون أي نقصٍ منها، مهما كان السبب.

 

 

 

حيث عبرت إحدى الفتيات قائلةً: ” أنا أريد شريك حياتي شخصًا طويل القامة، مفتول العضلات، وذكيًّا، وله شخصية، وأيضًا يعمل بوظيفةٍ محترمة، وذات دخلٍ عالٍ، ولست مستعدة أن أتزوج بشخصٍ أقل من هذه المواصفات ” ، وكذلك الأمر بالنسبة للشباب، وهذا ما يزيد فترة العزوبية، لذلك يجب علينا أن نضع قاعدة في عقلنا أن الكمال لله وحده، وأن كل إنسان فينا لديه عيب، ونقص، ويجب أن نعطي فرصة لنتعرف على غيرنا، أو نتنازل قليلًا عن بعض مواصفات شريك الحياة الثانوية، وليست الأساسية، وذلك حتى لا يضيع الوقت، وتنقضي فرصة الزواج نهائيًّا.

 

وهناك دراساتٌ حديثة، أجريت على بعض الأشخاص، حيث أفادت هذه الدراسة أن هناك جين موجود في جينات الإنسان مسؤول عن العزوبية، وقد أطلق عليه البعض بـ ” جين العزوبية ” ، حيث أن هذا الهرمون يؤثر على هرمون السيروتونين، وهذا الهرمون المسؤول عن العاطفة، وعن شعور الشخص بالسعادة، وأيضًا يتحكم بمشاعر الحب، والرومانسية، وهو المسؤول أيضًا عن تنظيم الرغبة الجنسية لدى الأفراد، وهذا بالطبع يؤثر تأثيرًا كبيرًا على الزواج، وزيادة فرصة التعرض للعزوبية الدائمة.

 

  • أضرار العزوبية:

للعزوبية أضرارٌ جمة، ولكن سوف نذكر القليل منها:

 

  • فرصة تعرض الشخص العازب للذبحة الصدرية، أكثر من فرصة تعرض المتزوج لها، وذلك بمعدل ثلاثة أضعاف، وذلك بسبب تعرض الشخص العازب للأزمات النفسية.

 

  • الشخص المتزوج لديه شريك حياة يهتم به، وبتقديم الطعام الصحي له؛ من أجل الاهتمام بصحته، أما الشخص العازب فإنه يتناول الطعام بمفرده، ولا يقوم باختيار الأكل الصحي، ولا يهتم بصحته كثيرًا، فهو عرضةٌ بشكلٍ كبير للإصابة بالأمراض، أكثر من المتزوج.

 

  • أظهرت دراساتٌ حديثة على أن الشخص العازب معرضٌ للإصابة بمرض الشيب في بويصلات الشعر، أكثر من الشخص المتزوج.

 

  • أيضًا من الأضرار الناجمة عن العزوبية الإصابة بالأمراض النفسية، مثل: الاكتئاب، والقلق، والاضطراب النفسي.

 

  • يزيد فرصة إصابة الشخص الأعزب بأمراض الغدد، أكثر من غيره من الأشخاص المتزوجين.

 

  • تؤدي العزوبية إلى شعور الشخص الأعزب بنقصٍ في الناحية العاطفية.

 

  • من أخطر الأضرار الناجمة عن العزوبية: فرصة تعرض الشخص العازب للإصابة بسوء الهضم، أكثر بكثير من الشخص المتزوج.

 

 

 

  • ما جزاء الرجل الذي لم يتزوج في الدنيا؟!

 

نسمع كثيرًا أن فلانًا قد توفي، وهو في سن الشباب، ولم يتزوج، وهناك فتيات أيضًا حصل معهن نفس الشيء، فهل سوف يعاقبهم الله؟ أم سوف يعفو عنهم ؟!

 

الإجابة بسيطة جدًا، أخبر الله – سبحانه وتعالى – عن نفسه، أنه غفورٌ رحيمٌ، فهناك آياتٌ قرآنية تدل على رحمة الله بعباده، وأحاديث نبوية شريفة أيضًا، تؤكد على رحمة الله الواسعة بعباده، عن أبي ذرٍّ – رَضِيَ اللَّهُ تعالى عنهُ – قالَ: قالَ لي رسولُ اللَّهِ – صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ -: ” اتَّقِ اللَّهَ حيثُما كنتَ، وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالِقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ ” حسنه ابن حجر العسقلاني، وهذا إن دل على شيءٍ فإنه يدل على رحمة الله بعباده، حيث أنه – سبحانه وتعالى – لم يقل أن الجنة فقط للمتزوجين، أو للعازبين، لم يحدد ذلك، حيث يدل الكلام على أن الجنة هي لعباد الله – عز وجل -.

 

وأيضًا، لقد جاءت أحاديثٌ كثيرة تدل على أن الله يجازي جزاءً حسنًا الفتاة العزباء التي لم يسبق لها الزواج، فيهديها الله نهرًا في الجنة، هذا النوع من العازبين سواء أكانوا شبابًا، أم فتياتٍ، وهم كانوا عازبين عن غير قصدٍ، وسبقٍ، وإصرارٍ منهم، فإن الله يجازيهم جزاءً حسنًا، وخيرًا، وتعويضًا لهم، في الآخرة، بدلًا من الحياة الدنيا، هذا إلى جانب الثواب، والأجر الكبير.

 

ولكن هناك أشخاصٌ يقصدون أن يبقوا عازبين عن قصدٍ، ودون وجود أي مانعٍ طبي، أو غيره، – كما ذكرنا سابقًا – ويتغافلون عن أن للعزوبية أضرار، فمثل هؤلاء الأشخاص قد حرم الله فعلتهم، ونهى عن فعلتهم النبي – صلى الله عليه وسلم – ، وهذا دليلٌ واضحٌ على أن من لديه القدرة الصحية، والبدنية، وأيضًا المادية للزواج، فيجب عليه أن يتزوج، وذلك سنة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فهو كان أكثرنا من حيث عدد الزوجات، وحثنا كثيرًا على الزواج، وذلك للإكثار من نسل الأمة الإسلامية، والبعد عن الفاحشة.

 

 

 

وهناك أحاديثٌ نبوية تدل على ذلك، منها ما روي عنه – صلى الله عليه وسلم – عن عبد الرحمن بن يزيد: ” دخلنا على عبدِ اللهِ، وعندَه علقمةُ، والأسودُ، فحدَّث حديثًا لا أُراه حدَّثه إلا مِن أجلي كنتُ أحدَثَ القومِ سِنًّا قال: كنَّا معَ رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ – شبابٌ لا نَجِدُ شيئًا، فقال: يا معشرَ الشبابِ مَنِ اسْتطاع منكمُ الباءةَ فليتزوجْ، فإنَّه أغضُّ للبصرِ، وأحصنُ للفرجِ، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصومِ، فإنه له وِجاءٌ ” حديث صحيح مسند الإمام أحمد.

وفي حديث آخر: ” تزوجوا الودودَ الولودَ، فإني مكاثرٌ بكم الأممَ يومَ القيامةِ ” الراوي: أنس بن مالك، صححه ابن حبان، وهذه كلها أدلة نبوية شريفة، تحث على الزواج، والامتناع عن العزوبية، حيث أن للعزوبية أضرار، والنبي – صلى الله عليه وسلم – لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يوحى،  فكل ما أخبر به النبي – صلى الله عليه وسلم – من أوامر تصب في مصلحتنا كمسلمين، وذلك لأنها أوامر من رب العباد، الرحيم، الرؤوف بعباده، فإن لم يكن لديك مانع من الموانع التي ذكرناها سابقًا، سواء صحية، أو مادية، فيجب عليك عزيزي القارئ أن تفكر بالزواج؛ لأنه شريعة ربانية من الله – عز وجل – ولا تنس أن للعزوبية أضرار.