المحتويات
مقدمة
في مرحلة المراهقة، تنفتح الفتيات على العالم من حولهن، ويتأثرن بالمشاهد الرومانسية التي يرينها في الأفلام والمسلسلات أو حتى في حياتهن اليومية. ومن هنا، تأتي أهمية دور الأم في توجيه ابنتها نحو المفاهيم الصحيحة للحب والزواج، بما يتماشى مع القيم الإسلامية والمجتمعية.
مشهد رومانسي يثير التساؤلات
في أحد الأيام، جلست أمٌ مع ابنتها المراهقة، تناقشها بهدوء حول مفهوم الزواج. عرضت الأم على ابنتها مشهدًا لرجل يتقدم لطلب الزواج من فتاة في العلن، وسط تصفيق وتشجيع الحضور. وبعد انتهاء المشهد، سألت الأم ابنتها:
“إيه رأيك في الموضوع ده؟”
أعجبت الفتاة بالموقف الرومانسي، ورأت فيه شيئًا جميلًا. وأخبرت والدتها أن مشهدًا مماثلًا حدث في جامعتها، حيث تقدم شاب لطلب الزواج من فتاة أمام الجميع، واعتبرته تصرفًا شجاعًا ومؤثرًا.
حوار الأم مع ابنتها: نظرة عقلانية
لم تكتفِ الأم بسماع رأي ابنتها، بل أرادت أن تعمّق تفكيرها، فسألتها بهدوء:
“وانتِ هتعملي إيه بقى لو كنتِ مكانها؟”
ترددت الفتاة قليلًا ثم أجابت: “مش عارفة”.
هنا، قدمت الأم إجابة حكيمة تعكس القيم الإسلامية قائلة: “هتقولي له روح كلّم بابا”.
استنكرت الابنة هذا الرد قائلة: “ليه يعني يا مامي؟ هو أنا صغيرة؟”
الزواج في الإسلام: التوازن بين العاطفة والعقل
أجابت الأم بحسم: “هذا هو أمر الله، فلا نكاح إلا بولي”، مستشهدة بالحديث الشريف الذي يؤكد أهمية موافقة ولي الأمر في الزواج. وأوضحت أن الزواج ليس مجرد لحظة انفعال عاطفي، بل عقد مسؤولية وأمان.
ثم شرحت الأم أن المشاهد الرومانسية المأخوذة من ثقافات غربية لا تعكس الواقع الحقيقي للحياة الزوجية. وأشارت إلى أن الغرب، رغم ما يبدو عليه من تحرر في العلاقات، يعاني من نسب مرتفعة للأطفال الذين يكبرون دون آباء، بسبب انتشار العلاقات غير المستقرة والافتقار إلى الالتزام الأسري.
أهمية وجود ولي في الزواج
أكدت الأم أن في الإسلام، البنت لها مكانة غالية، ويُطلب يدها من أهلها ليكون لها حقوق واضحة، واتفاقات تضمن استقرار حياتها الزوجية. فالزواج يقوم على أسس قوية، تبدأ بالاستخارة والمشاورة والتفكير المتأني، وليس بالاندفاع وراء العاطفة فقط.
السعادة الحقيقية: المودة والرحمة
ثم سألت الأم ابنتها: “عارفة إيه اللي أحلى من اللقطة الرومانسية دي؟”
وأجابت نفسها: “إن الزوجة دي تصحى جنب البني آدم ده بعد 20 سنة، تلاقي لسه بينهم مودة ورحمة.. هي دي السعادة الحقيقية.”
خاتمة: درس مستفاد
في نهاية الحوار، سألت الأم ابنتها مجددًا لتأكيد استيعابها للدرس:
“هتقولي له إيه يا مريم؟”
فابتسمت الفتاة وأجابت بثقة: “اتفضل كلم بابا”.
هكذا، استطاعت الأم بأسلوب حواري عقلاني ولطيف أن تغرس في ابنتها الفهم الصحيح للزواج، بعيدًا عن الانبهار بالمشاهد الرومانسية المؤقتة، مؤكدة أن الحب الحقيقي يكمن في استمرار المودة والرحمة لعشرات السنين.
إترك تعليق